(وَلَقَدْ بَعَثْنا فِي كُلِّ أُمَّةٍ) ؛ أي : في كلّ جماعة وقرن (رَسُولاً) كما بعثناك إلى أمّتك. (أَنِ اعْبُدُوا) ؛ أي : ليقول لهم : اعبدوا الله واجتنبوا عبادة الطاغوت ؛ أي : الشيطان. (مَنْ هَدَى اللهُ) ؛ أي : هداه الله بأن لطف له بما علم أنّه يؤمن عنده فآمن. فسمّى ذلك اللّطف هداية. أو : منهم من هداه الله بإيمانه إلى الجنّة. ومنهم من أعرض عمّا دعاه الرسول إليه فخذله الله فثبتت عليه الضلالة. وهي العذاب والهلاك. وقيل : معناه : منهم من حقّت عليه عقوبة الضلالة. (حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ) ؛ أي : حلّت عليهم العقوبة ، فلا تسلكوا طريقتهم. (فِي الْأَرْضِ) ؛ أي : أرض المكذّبين الذين عاقبهم الله ، إن لم تصدّقوني. (١)
(الْمُكَذِّبِينَ) حتّى لا يبقى لكم شبهة في أنّي لا أشاء الشرّ حيث أفعل بالأشرار ما أفعل. (٢)
[٣٧] (إِنْ تَحْرِصْ عَلى هُداهُمْ فَإِنَّ اللهَ لا يَهْدِي مَنْ يُضِلُّ وَما لَهُمْ مِنْ ناصِرِينَ (٣٧))
(عَلى هُداهُمْ) ؛ أي : على أن يؤمنوا بك. (لا يَهْدِي). تسلية للنبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم في دعائه لمن لا يفلح بالإجابة لانهما كه في الكفر ، وإشارة إلى أنّ ذلك ليس لتقصير وقع من جهته عليهالسلام ، وإعلام له أنّهم لا يؤمنون أبدا وإذا كانوا هكذا ، فإنّ الله لا يهديهم وما لهم ناصر يخلّصهم من العقاب. (لا يَهْدِي). أهل الكوفة : (لا يَهْدِي) بفتح الياء ، والباقون بضمّها وفتح الدال. (٣)
(لا يَهْدِي) ؛ أي : لا يلطف بمن يخذل لأنّه عبث والله متعال عنه. (٤)
[٣٨] (وَأَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لا يَبْعَثُ اللهُ مَنْ يَمُوتُ بَلى وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (٣٨))
(وَأَقْسَمُوا بِاللهِ). عن أبي عبد الله عليهالسلام : يا أبا بصير ، لو قد قام قائمنا ، بعث الله قوما من شيعتنا سيوفهم على عواتقهم. فيبلغ ذلك قوما من شيعتنا لم يموتوا فيقولون : بعث فلان و
__________________
(١) مجمع البيان ٦ / ٥٥٤.
(٢) الكشّاف ٢ / ٦٠٥.
(٣) مجمع البيان ٦ / ٥٥٤ و ٥٥٣.
(٤) الكشّاف ٦ / ٦٠٥.