(مَثَلُ السَّوْءِ) ؛ أي : لهؤلاء الكفّار الذين وصفوا الله بالولد صفة السوء القبيحة التي هي سواد الوجه والحزن. ولله الصفة العليا من السلطان والقدرة. وقيل : لهم صفات النقص من الجهل والكفر والحاجة إلى الأبناء وقتل البنات لخوف الفقر. ولله صفات الإلهيّة والاستغناء عن الصاحب والولد. (الْعَزِيزُ) : القادر الذي لا يمتنع عليه شيء. (الْحَكِيمُ) يضع الأشياء مواضعها. (١)
[٦١] (وَلَوْ يُؤاخِذُ اللهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ ما تَرَكَ عَلَيْها مِنْ دَابَّةٍ وَلكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ (٦١))
(ما تَرَكَ عَلَيْها) ؛ أي : لأفناهم كلّهم بسبب الظلم والكفر ، أو لحبس المطر عنهم حتّى تفنى كلّ دابّة. أو معناه : لو هلك الآباء بكفرهم ، لم يوجد الأبناء. وقيل : معناه : انّه إذا هلك الظلمة ويبق مكّلف ، لا يبقى غيرهم من الحيوان. لأنّها إنّما خلقت للمكلّفين فلا فائدة في بقائها بعدهم. (إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى) : يوم القيامة. أو : الوقت الذي لا يكون في بقائهم مصلحة لأنّهم يؤمنون ولا يخرج من نسلهم مؤمن. (٢)
(عَلَيْها) ؛ أي : على الأرض. (مِنْ دَابَّةٍ) بل يهلكها بشؤم ظلم الظالمين. (٣)
[٦٢] (وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ ما يَكْرَهُونَ وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنى لا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ وَأَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ (٦٢))
(ما يَكْرَهُونَ). يعني البنات. (وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ) ؛ أي : تخبر بالكذب. وهو ما يقولون (أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنى) وهي البنون. وقيل : معناه : يصفون أنّ لهم مع قبيح قولهم من الله الجزاء الحسنى وهو الجنّة. فإنّ المشركين كانوا يقولون : إن كان ما يقول محمّد عليهالسلام حقّا من أمر البعث ، فنحن من أهل الجنّة. (لا جَرَمَ) ؛ أي : حقّا (أَنَّ لَهُمُ النَّارَ). (مُفْرَطُونَ) : مقدّمون
__________________
(١) مجمع البيان ٦ / ٥٦٦.
(٢) مجمع البيان ٦ / ٥٦٨ ـ ٥٦٩.
(٣) الكشّاف ٢ / ٦١٣.