يَسْمَعُونَ (٦٥))
(بِهِ) ؛ أي : بالنبات بعد جدبها وقحطها. (١)
(يَسْمَعُونَ) سماع إنصاف وتدبّر. (٢)
[٦٦] (وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَناً خالِصاً سائِغاً لِلشَّارِبِينَ (٦٦))
(الْأَنْعامِ). ذكر سيبويه الأنعام في الأسماء المفردة الواردة على أفعال ، ولذلك رجع الضمير إليه مفردا. وأمّا (فِي بُطُونِها)(٣) في سورة المؤمنين ، فلأنّ معناه الجمع. ويجوز أن يقال في الأنعام وجهان : أحدهما أن يكون تكسير نعم ، وأن يكون اسما مفردا مقتضيا لمعنى الجمع كنعم ، فإذا ذكّر فكما يذكّر النعم ، وإذا أنّث ، ففيه وجهان أنّه تكسير نعم وأنّه في معنى الجمع. (نُسْقِيكُمْ). استئناف. كأنّه قيل : كيف العبرة؟ فقيل : نسقيكم. (مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ) ؛ أي : يخلق الله اللّبن وسيطا بين الفرث والدم يكتنفانه وبينهما برزخ من قدرة الله لا يبغي أحدهما عليه بلون ولا طعم ولا رائحة بل هو خالص من ذلك كلّه. قيل : إذا أكلت البهيمة العلف واستقرّ في كرشها ، طبخته ، فكان أسفله فرثا وأوسطه لبنا وأعلاه دما. والكبد مسلّطة على هذه الأصناف الثلاثه تقسمها ؛ فتجري الدم في العروق ، واللّبن في الضروع ، ويبقى الفرث في الكرش. (سائِغاً) : سهل المرور في الحلق. ويقال : لم يغصّ أحد باللّبن قطّ. ومن في قوله : (مِمَّا فِي بُطُونِهِ) للتبعيض. لأنّ اللّبن بعض ما في بطونه. والثانية الابتداء الغاية. لأنّ بين الفرث والدم مكان الإسقاء الذي منه يبتدئ ، فهو صلة لنسقيكم. (٤)
(لَعِبْرَةً). أي لمن ينكر البعث. لأنّه إذا قدر على إخراج هذا اللّبن ، قدر على إخراج الموتى. (نُسْقِيكُمْ). نافع وابن عامر بفتح النون. (٥)
__________________
(١) مجمع البيان ٦ / ٥٦٩.
(٢) الكشّاف ٢ / ٦١٥.
(٣) المؤمنون (٢٣) / ٢١.
(٤) الكشّاف ٢ / ٦١٥ ـ ٦١٦.
(٥) مجمع البيان ٦ / ٥٧٢ و ٥٧٠.