يَعْرِشُونَ (٦٨))
(وَأَوْحى) ـ الآية. الإيحاء إليها إلهامها والقذف في قلوبها وتعليمها على وجه هو أعلم به. (أَنِ اتَّخِذِي). هي أن المفسّرة. لأنّ الإيحاء فيه معنى القول. (وَمِمَّا يَعْرِشُونَ» :) يرفعون من سقوف البيوت. وقيل : ما يبنون للنحل في الجبال والشجر والبيوت من الأماكن التي يتعسّل فيها. والضمير في يعرشون للناس. ومن في قوله : (مِنَ الْجِبالِ) وما بعده للتبعيض. (١)
(وَأَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ). عن أبي عبد الله عليهالسلام : نحن ـ والله ـ النحل الذي أوحى الله إليه. أمرنا أن نتّخذ من العرب شيعة. (وَمِنَ الشَّجَرِ). يقول : من العجم. (وَمِمَّا يَعْرِشُونَ). يقول : من الموالي. والذي (يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِها شَرابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ) أي : العلم الذي يخرج منّا إليكم. (٢)
(بُيُوتاً). عن النبيّ صلىاللهعليهوآله : أوحى الله إليّ أن أتزوّج من قريش. (وَمِنَ الشَّجَرِ). قال : في العرب. (وَمِمَّا يَعْرِشُونَ) في الموالي. (٣)
وعن أبي عبد الله عليهالسلام : النحل الأئمّة. والجبال العرب. والشجر الموالي عتاقه. وممّا يعرشون الأولاد والعبيد ممّن يتولّى الأئمّة عليهمالسلام. (٤)
ومن بدع تأويلات الرافضة أنّ المراد بالنحل عليّ عليهالسلام وقومه. كذا في الكشّاف. ثمّ حكى حكاية تليق بحاله. أقول : هذا ينشأ من العناد مع الرافضة. لأنّهم إذا نقلوا عن عليّ وأهل بيته عليهمالسلام ذلك التأويل ، والقرآن له ظاهر وباطن وتأويل القرآن ممّا لا ينكر ، فما الذي أبدع تأويلهم عنده؟ (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا) ـ الآية.
__________________
(١) الكشّاف ٢ / ٦١٨.
(٢) تفسير القمّيّ ١ / ٣٨٧.
(٣) تفسير العيّاشيّ ٢ / ٢٦٤ ، ح ٤٤ : وفي رواية أبي الربيع الشاميّ عنه في قول الله : «وَأَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ» فقال : رسول الله. (أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً). قال : تزوّج من قريش ـ الحديث.
(٤) تفسير العيّاشيّ ٢ / ٢٦٣ ، ح ٤٣.