من حيث إنّهم مغترّون بالدنيا مفتخرون بها وهم أضعف حالا فيها ؛ إذ مدار أمرها على التصرّف في أقطار الأرض بأنواع العمارة وهم ضعفاء ملجؤون إلى واد لا نفع له. (١)
[١٠] (ثُمَّ كانَ عاقِبَةَ الَّذِينَ أَساؤُا السُّواى أَنْ كَذَّبُوا بِآياتِ اللهِ وَكانُوا بِها يَسْتَهْزِؤُنَ (١٠))
(عاقِبَةَ). قرأ أهل الكوفة غير أبي بكر بالنصب ، والباقون بالرفع. (أَساؤُا) إلى أنفسهم بالكفر بالله وتكذيب الرسل. (السُّواى) أي : الخلّة التي تسوء صاحبه إذا أدركها وهي عذاب النار. (أَنْ كَذَّبُوا) ؛ أي : لتكذيبهم. (٢)
(عاقِبَةَ). من قرأ : (عاقِبَةَ) بالنصب ، يكون الاسم (السُّواى) أو (أَنْ كَذَّبُوا). (٣)
(السُّواى) أي : إنّهم عوقبوا في الدنيا بالدمار ثمّ كان عاقبتهم السوء ، إلّا أنّه وضع المظهر موضع المضمر. أي العقوبة التي هي أسوأ العقوبات في الآخرة وهي جهنّم. (أَنْ كَذَّبُوا). يجوز أن يكون أن بمعنى أي. لأنّه إذا كان تفسير الإساءة التكذيب والاستهزاء كانت في معنى القول ، نحو نادى وكتب. أو يكون (أَساؤُا السُّواى) بمعنى اقترفوا الخطيئة التي هو أسوأ الخطايا و (أَنْ كَذَّبُوا) عطف بيان لها وخبر كان محذوف إرادة الإبهام. وكتب (السُّواى) بألف قبل الياء إثباتا للهمزة على صورة الحرف الذي منه حركتها. (٤)
[١١] (اللهُ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (١١))
(تُرْجَعُونَ). أبو عمرو بالياء. (٥)
[١٢] (وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ (١٢))
(يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ) ؛ أي : ييأسون من رحمة الله. (٦)
__________________
(١) تفسير البيضاويّ ٢ / ٢١٦.
(٢) مجمع البيان ٨ / ٤٦٢ و ٤٦٤.
(٣) مجمع البيان ٨ / ٤٦٢ و ٤٦٤.
(٤) الكشّاف ٣ / ٤٧٠.
(٥) مجمع البيان ٨ / ٤٦٥.
(٦) مجمع البيان ٨ / ٤٦٦.