جَحِيمٍ (٩٤))
(مِنَ الْمُكَذِّبِينَ). أي بالبعث والرسل. (فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ) ؛ أي : فنزلهم الذي أعدّ لهم من الطعام والشراب من حميم جهنّم. (وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ) ؛ أي : إدخال نار عظيمة. (١)
وعنه عليهالسلام : (وَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ). هم أعداء آل محمّد. (فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ) في قبره. (وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ) في الآخرة. (٢)
(فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ* وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ). وذلك ما يجد في القبر من سموم النار ودخانها. (٣)
عن ابن أذينة قال : كنّا عند أبي عبد الله عليهالسلام فذكرنا رجلا من أصحابنا فقلنا : فيه حدّة. فقال : من علامة المؤمن أن يكون فيه حدّة. فقلنا له : إنّ عامّة أصحابنا فيهم حدّة. فقال : إنّ الله في وقت ما ذرأهم ، أمر أصحاب اليمين ـ وأنتم هم ـ أن يدخلوا النار. فدخلوها ، فأصابهم وهج. فالحدّة من ذلك الوهج. وأمر أصحاب الشمال ـ وهم مخالفوهم ـ أن يدخلوا النار ، فلم يفعلوا. فمن ثمّ لهم سمت ولهم وقار. (٤)
في الحديث : يطغي عنك وهج المعدة. أي : حرّها واتّقادها. السمت : [الحالة] التي يكون عليها الإنسان من السكينة والوقار. (مجمع البحرين)
[٩٥] (إِنَّ هذا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ (٩٥))
(إِنَّ هذا) ؛ أي : الذي أنزل في هذه السورة ، لهو الحقّ الثابت من اليقين. (٥)
[٩٦] (فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (٩٦))
(فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ) ؛ أي : نزّه الله تعالى عن السوء والشرك وعظّمه بحسن الثناء عليه. وقيل : معناه : نزّه اسمه عمّا لا يليق به فلا تضف إليه صفة نقص أو عملا قبيحا. وقيل : معناه : قولوا سبحان ربّي العظيم. (٦)
__________________
(١) مجمع البيان ٩ / ٣٤٤.
(٢) تفسير القمّيّ ٢ / ٣٥٠ ، عن الصادق عليهالسلام.
(٣) تفسير البيضاويّ ٢ / ٤٦٥.
(٤) علل الشرائع ١ / ٨٥.
(٥) الكشّاف ٤ / ٤٧٠.
(٦) مجمع البيان ٩ / ٣٤٤.