فهما في النار. والله ما عنى غيرهما. (١)
[٦] (وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدانِ (٦))
قلت : (النَّجْمُ وَالشَّجَرُ)؟ قال : النجم رسول الله. كما قال : (وَعَلاماتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ). (٢) فالنجم رسول الله. والعلامات هم الأئمّة. وقوله : (يَسْجُدانِ) ؛ أي : يعبدان. (٣)
(وَالنَّجْمُ) : النبات الذي ينجم ؛ أي : يطلع من الأرض ولا ساق لها. (وَالشَّجَرُ) : الذي له ساق. (يَسْجُدانِ) ؛ أي : ينقادان لله فيما يريد بهما طبعا انقياد الساجد من المكلّفين طوعا. (٤)
[٧] (وَالسَّماءَ رَفَعَها وَوَضَعَ الْمِيزانَ (٧))
(رَفَعَها) : خلقها مرتفعة محلّا ورتبة. (وَوَضَعَ الْمِيزانَ) ؛ أي : العدل بأن وفّر على كلّ مستعدّ مستحقّه وفي كلّ ذي حقّ حقّه حتّى انتظم أمر العالم. كما قال عليهالسلام : بالعدل قامت السموات والأرض. أو : ما يعرف به مقادير الأشياء من ميزان ومكيال ونحوهما. (٥)
وقوله : (وَالسَّماءَ رَفَعَها) قال : السماء رسول الله ؛ رفعه الله إليه. والميزان أمير المؤمنين ؛ نصبه لخلقه. (٦)
[٨ ـ ٩] (أَلاَّ تَطْغَوْا فِي الْمِيزانِ (٨) وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلا تُخْسِرُوا الْمِيزانَ (٩))
(أَلَّا تَطْغَوْا) ؛ أي : لأن لا تطغوا ؛ أي : لا تعتدوا ولا تجاوزوا الإنصاف. (وَلا تُخْسِرُوا الْمِيزانَ) ؛ أي : لا تنقصوه. وتكريره مبالغة في التوصية به وزيادة حثّ على استعماله. (٧)
(أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزانِ). قال : لا تعصوا الإمام. (وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ). قال : أقيموا
__________________
(١) تفسير القمّيّ ٢ / ٣٤٣ ، عن الرضا عليهالسلام.
(٢) النحل (١٦) / ١٦.
(٣) تفسير القمّيّ ٢ / ٣٤٣ ، عن الرضا عليهالسلام.
(٤) تفسير البيضاويّ ٢ / ٤٥١.
(٥) تفسير البيضاويّ ٢ / ٤٥١ ـ ٤٥٢.
(٦) تفسير القمّيّ ٢ / ٣٤٣ ، عن الرضا عليهالسلام.
(٧) تفسير البيضاويّ ٢ / ٤٥٢.