منصوبا. (١)
[١٢] (يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ يَسْعى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمانِهِمْ بُشْراكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (١٢))
(يَوْمَ تَرَى). ظرف لقوله : (وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ). أو منصوب بإضمار اذكر تعظيما لذلك اليوم. وإنّما قال : (بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمانِهِمْ) لأنّ السعداء يؤتون صحائف أعمالهم من هاتين الجهتين كما أنّ الأشقياء يؤتونها من شمائلهم ووراء ظهورهم فيجعل النور في الجهتين شعارا لهم وآية. فإذا ذهب بهم إلى الجنّة ومرّوا على الصراط ، يسعون ويسعى بسعيهم ذلك النور متقدّما لهم. (بُشْراكُمُ الْيَوْمَ). يعني يتلقّاهم الملائكة بهذا القول. (٢)
عن أبي عبد الله عليهالسلام في قوله : يسعى نورهم من بين أيديهم قال : نور أئمّة المؤمنين يسعى بين أيدي المؤمنين وبأيمانهم ومنازلهم من الجنّة. (٣)
[١٣] (يَوْمَ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَالْمُنافِقاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَراءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُوراً فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بابٌ باطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذابُ (١٣))
(يَوْمَ يَقُولُ). بدل من (يَوْمَ تَرَى). (انْظُرُونا) : انتظرونا. لأنّهم يسرع بهم إلى الجنّة كالبروق الخاطفة على ركاب تزفّ بهم وهؤلاء مشاة. أو : انظروا إلينا. لأنّهم إذا نظروا إليهم استقبلوهم بوجوههم والنور بين أيديهم فيستضيئون به. (قِيلَ ارْجِعُوا). طرد لهم وتهكّم بهم. (بِسُورٍ لَهُ بابٌ) : بحائل بين شقّ الجنّة وشقّ النار. قيل : هو الأعراف. لذلك السور باب لأهل الجنّة يدخلون منه. (باطِنُهُ). أي السور أو الباب. وهو الشقّ الذي يلي الجنّة. (وَ
__________________
(١) تفسير البيضاويّ ٢ / ٤٦٨.
(٢) الكشّاف ٤ / ٤٧٥.
(٣) تأويل الآيات ٢ / ٦٥٩ ـ ٦٦٠ ، ح ٩. وفي آخره : ... وبأيمانهم حتّى ينزلوا بهم منازلهم من الجنّة.