للأربعة : ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا (فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بابٌ باطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ). وهم شيعتي ومن قاتل معي. ترد شيعتي الحوض وبيدي عصا عوسج أطرد بها أعدائي طرد غريبة الإبل. (١)
[١٤] (يُنادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قالُوا بَلى وَلكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمانِيُّ حَتَّى جاءَ أَمْرُ اللهِ وَغَرَّكُمْ بِاللهِ الْغَرُورُ (١٤))
(يُنادُونَهُمْ). أي المنافقون المؤمنين. (أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ) في الدنيا نصوم ونصلّي مثلكم؟ (قالُوا بَلى وَلكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ) في الكفر والنفاق (وَتَرَبَّصْتُمْ) بمحمّد صلىاللهعليهوآله الموت وقلتم : يوشك أن يموت فنستريح. وقيل : تربّصتم بالمؤمنين الدوائر. (وَارْتَبْتُمْ) ؛ أي : شككتم في الدين. (أَمْرُ اللهِ) ؛ أي : الموت. أو الإلقاء في النار. (٢)
(وَغَرَّتْكُمُ الْأَمانِيُّ) ؛ أي : طول الآمال والطمع في امتداد الأعمار. (٣)
[١٥] (فَالْيَوْمَ لا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْواكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (١٥))
[(لا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ) ؛ أي : بدل بأن تفدوا] أنفسكم من العذاب. (وَلا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا) ؛ أي : سائر الكفّار. (مَوْلاكُمْ) ؛ أي : أولى بكم. أي إنّها التي تلي أمركم فهي أولى بكم من كلّ شيء. (لا يُؤْخَذُ). ابن عامر بالتاء. (٤)
(مَوْلاكُمْ). يجوز أن يراد : هي ناصركم. أي : لا ناصر لكم غيرها. والمراد نفي الناصر على البتات. ومنه قوله تعالى : (يُغاثُوا بِماءٍ كَالْمُهْلِ). (٥) وقيل : تتولّاكم كما تولّيتم في الدنيا أعمال أهل النار. (٦)
__________________
(١) الخصال ٢ / ٥٧٥ ، ح ١.
(٢) مجمع البيان ٩ / ٣٥٥.
(٣) الكشّاف ٤ / ٤٧٦.
(٤) مجمع البيان ٩ / ٣٥٥ و ٣٥١.
(٥) الكهف (١٨) / ٢٩.
(٦) الكشّاف ٤ / ٤٧٦.