أختا ؛ فما لي فيها بعد موتها ، فأنزل الله هذه الآية (١) ، وقد تقدّم تفسير الكلالة ، وابتدأ بالرجل ، فيقال : إنه مات قبل أخته. قوله تعالى : (وَلَهُ أُخْتٌ فَلَها نِصْفُ ما تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُها إِنْ لَمْ يَكُنْ لَها وَلَدٌ) ؛ يعني من أمّ وأب أو من أب.
قوله تعالى : (فَإِنْ كانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثانِ مِمَّا تَرَكَ) ؛ وحكم الثّلاث والأربع فصاعدا حكم الاثنين كالبنات ، وإن كانوا إخوة ؛ (وَإِنْ كانُوا إِخْوَةً رِجالاً وَنِساءً) ؛ أي وإن كان الورثة إخوة من أمّ وأب ، أو من أب ذكورا وإناثا ؛ (فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ).
قوله تعالى : (يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا) ؛ أي يبيّن الله لكم قسمة المواريث ؛ لئلّا تخطئوا في قسمتها ، وقد حذف (لا) في الكلام ويراد إثباتها كما في قوله تعالى : (وَأَلْقى فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ)(٢) ، ويقال في القسم : والله أبرح قاعدا ؛ أي لا أبرح ، وتذكر (لا) ويراد طرحها كما في قوله تعالى : (لا أُقْسِمُ)(٣) و (ما مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ)(٤).
وذهب البصريّون إلى أنّ معناه : كراهة أن تضلّوا ، فحذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه ، كما في قوله تعالى : (وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ)(٥). وقال الفرّاء : (موضعه نصب بنزع الخافض). قوله تعالى : (وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (١٧٦) ؛ ظاهر المعنى.
وعن رسول الله صلىاللهعليهوسلم أنّه قال : [من قرأ سورة النّساء : أعطي من الأجر كمن اشترى ذا رحم واعتقه ، وبرّئ من الشّرك ، وكان في مشيئة الله من الّذين يتجاوز عنهم](٦).
آخر تفسير سورة (النساء) والحمد لله رب العالمين
__________________
(١) أخرجه الطبري في جامع البيان : النص (٨٥٤٥) والحديث مشهور.
(٢) لقمان / ١٠.
(٣) القيامة / ١.
(٤) الأعراف / ١٢.
(٥) يوسف / ٨٢.
(٦) عن أبي ، ذكره ابن عادل الحنبلي في اللباب : ج ٧ ص ١٥٩. والزمخشري في الكشاف ، وفي مثله نظر.