وعن عبد الله قال : سألت النّبيّ صلىاللهعليهوسلم عن يأجوج ومأجوج ، قال : [يأجوج أمّة ومأجوج أمّة ، كلّ أمّة أربعمائة ألف ، لا يموت أحدهم حتّى ينظر إلى ألف ذكر من صلبه كلّهم قد حمل السّلاح] قلنا : يا رسول الله! صفهم لنا؟ قال : [هم ثلاثة أصناف : صنف منهم طول الرّجل منهم مائة وعشرون ذراعا ، وصنف طوله وعرضه سواء عشرون ومائة ذراع أيضا ، وهم الّذين لا يقوم لهم جبل ولا حديد ، وصنف منهم يفترش كلّ واحد منهم إحدى أذنيه ويلتحف بالأخرى لا يمرّون بفيل ولا جمل ولا وحش ولا خنزير إلّا أكلوه ، لهم مخالب في أيديهم وأضراس كأضراس السّباع ، وأنياب يسمع لها حركة كحركة الجرس في حلوق الإبل ، ولهم من الشّعر في أجسادهم ما يواريهم ، وما يتّقى منه الحرّ والبرد ، يعوون عويّ الذّئاب ، ويتسافدون كتسافد البهائم إذا التقوا](١).
قال وهب : (يشربون ماء البحر ويأكلون دوابّها ، ويأكلون الخشب والشّجر ، ومن ظفروا به من النّاس أكلوه). وقال كعب : (هم زيادة في ولد آدم ، وذلك أنّ آدم احتلم ذات يوم فامتزجت نطفته في التّراب ، فخلق الله من ذلك يأجوج ومأجوج ، فهم متّصلون بنا من جهة الأب دون الأمّ).
وقال ابن عبّاس : (هم عشرة أجزاء وولد آدم كلّهم جزء). وقيل : إن التّرك منهم إلّا أن أولئك أشدّ فسادا من التّرك ، فتباعدوا عن الناس ، كما ينعزل اللّصوص. ويأجوج ومأجوج اسمان أعجميّان لا ينصرفان ؛ لأنّهما معرفة.
قوله تعالى : (فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجاً عَلى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا) (٩٤) ؛ أي قالوا هل نجعل لك بعضا من أموالنا ضربته في كلّ سنة على أن تجعل بيننا وبينهم حاجزا وسدّا. والرّدم هو السدّ ، وردمت الباب ؛ أي سددته ، والخرج والخراج واحد.
قوله تعالى : (قالَ ما مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ ؛) أي قال لهم ذو القرنين : ما مكّنّي الله من الإتساع في الدّنيا خير من خراجكم الذي تبذلونه لي ، يريد ما أعطاني الله وملّكني أفضل من عطيّتكم. قوله تعالى : (فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ ؛) أي الرّجال
__________________
(١) أخرجه الطبري في جامع البيان : الأثر (١٧٥٨٨) عن أبي الزهاري وشريح بن عبيد مختصرا.