سورة المؤمنون
سورة المؤمنون مكّية ، وهي أربعة آلاف وثمانمائة وحرفان ، وألف وثمانمائة وأربعون كلمة ، ومائة وثماني عشرة آية.
وعن رسول الله صلىاللهعليهوسلم أنّه قال : [من قرأ سورة المؤمنين بشّرته الملائكة بالرّوح والرّيحان ، وما تقرّ به عينه عند نزول ملك الموت](١).
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ) (١) ؛ أي فاز ونجا وسعد المصدّقون بالله ورسوله ، وعن رسول الله صلىاللهعليهوسلم أنه قال : [لمّا خلق الله جنّة عدن ، فيها ما لا عين رأت ؛ ولا أذن سمعت ؛ ولا خطر على قلب بشر ، قال لها : تكلّمي ، فقالت : قد أفلح المؤمنون ـ ثلاثا ـ ثمّ قالت : أنا حرام على كلّ بخيل ومراء](٢). قرأ طلحة بن مصرّف : (قد أفلح المؤمنون) على المجهول ؛ أي أبقوا (٣) في الثواب ، وحرف (قَدْ) في اللّغة لتزيين الكلام وتحسينه ، وقيل : لتقريب الحالة الماضية الى الحالة الآتية ، فدلّ على أن فلاحهم قد حصل وهم عليه في الحال ، وهو أبلغ في الصّفة من تجريد ذكر الفعل ، والفلاح هو البقاء والنجاح.
__________________
(١) ذكره الزمخشري في الكشاف : ج ٣ ص ٢٠١ وإسناده واه.
(٢) رواه الحاكم مختصرا في مستدركه : ج ٣ : كتاب التفسير : الحديث (٣٥٣٢). وأخرجه الطبري في جامع البيان بلفظ آخر عن كعب. وفي الدر المنثور : ج ٦ ص ٨٣ ؛ قال السيوطي : (أخرجه ابن عدي والحاكم والبيهقي في الأسماء والصفات عن أنس).
(٣) في المخطوط : (اتقوا) وهو غير مناسب ، وجرى التصحيح كما في الجامع لأحكام القرآن : ج ١٢ ص ١٠٣.