سورة النّحل
سورة النّحل مكّيّة (١) ، وهي سبعة آلاف وسبعمائة وسبعة أحرف ، وألفان وثمانمائة وأربعون كلمة ، ومائة وثمان وعشرون آية. قال صلىاللهعليهوسلم : [من قرأها لم يحاسبه الله بالنّعيم الّذي أنعم الله به عليه في الدّنيا](٢).
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(أَتى أَمْرُ اللهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ) ؛ قال ابن عبّاس : (لمّا نزل قوله تعالى (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ)(٣) قال الكفّار بعضهم لبعض : إن يزعم أنّ القيامة قد قربت ، فأمسكوا عن بعض ما كنتم تعملون حتّى ننظر ما هو كائن ، فلمّا رأوا أنّه لا ينزل شيئا قالوا : ما نرى شيئا ، فأنزل الله (اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسابُهُمْ)(٤) ، فانتظروا قرب السّاعة ، فلمّا امتدّت الأيّام قالوا : يا محمّد ما نرى شيئا تخوّفنا به ، فأنزل الله عزوجل (أَتى أَمْرُ اللهِ) فوثب النّبيّ صلىاللهعليهوسلم لا يشكّ أنّ العذاب قد أتى ، فقال الله (فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ) يعني العذاب ، فجلس النّبيّ صلىاللهعليهوسلم) (٥).
__________________
(١) في التفسير : ج ٢ ص ٢١٣ ؛ قال مقاتل بن سليمان : (مكّيّة كلّها غير قوله تعالى : (وَإِنْ عاقَبْتُمْ) [الآية ١٢٦ ـ ١٢٨ آخر السورة]. وقوله تعالى : (ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هاجَرُوا) [الآية / ١١٠]. وقوله تعالى : (مَنْ كَفَرَ بِاللهِ مِنْ بَعْدِ إِيمانِهِ ...) [الآية / ١٠٦] وقوله تعالى : (وَالَّذِينَ هاجَرُوا ...) [الآية / ٤١]. وقوله تعالى : (وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً قَرْيَةً ...) [الآية / ١١٢]. فإنّ هذه الآيات مدنيّات) واختلفوا في ذلك ، واتفقوا على أنها تسمى سورة النعم بسبب ما عدّد فيها من النعم.
(٢) ذكره الزيلعي في (تخريج أحاديث الكشاف) وعزاه للثعلبي عن أبي أمامة عن أبي بن كعب. وابن مردويه والواحدي في الوسيط. وهو حديث لا يصح.
(٣) القمر / ١.
(٤) الأنبياء / ١.
(٥) أخرجه الطبري في جامع البيان : الأثر (١٦١٩٦) من طريق ابن جريج مختصرا.