سورة الجرز
سورة الجرز ؛ يعني السّجدة ؛ مكّيّة ، وهي ألف وخمسمائة وثمانية عشر حرفا ، وثلاثمائة وثمانون كلمة ، وثلاثون آية.
قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : [من قرأها أعطي من الأجر كأنّما أحيا ليلة القدر](١). وكان صلىاللهعليهوسلم لا ينام حتّى يقرأها وسورة تبارك.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(الم (١) تَنْزِيلُ الْكِتابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ) (٢) ؛ أي الم هو تنزيل الكتاب ، لا شكّ فيه أنه تنزّل من رب العالمين ، (أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ ؛) معناه : يقول أهل مكّة : اختلقه محمّد من تلقاء نفسه ، وليس كما يقولون ، (بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْماً ؛) أي لتخوّف بالقرآن قوما ؛ (ما أَتاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ ؛) لم يشاهدوا قبلك في زمانهم الذي هم فيه رسولا مخوّفا ؛ (لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ) (٣) ؛ أي لكي يهتدوا إلى الإيمان.
قوله تعالى : (اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ؛) أي في مقدار ستّة أيام من أيام الدنيا ، أوّلها يوم الأحد ، (ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ ؛) أي استولى عليه ، وقد تقدّم في ذلك في سورة الأعراف. قوله تعالى : (ما لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ ؛) أي قريب ينفعكم ، (وَلا شَفِيعٍ ؛) يشفع لكم ، (أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ) (٤) ؛ أي أفلا تعتبرون.
قوله تعالى : (يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّماءِ إِلَى الْأَرْضِ ؛) أي يدبر الله أمر الدنيا مدّة أيامها ، فينزل القضاء والقدر من السّماء إلى الأرض. قوله تعالى : (ثُمَ
__________________
(١) أخرجه الثعلبي في الكشف والبيان : ج ٧ ص ٣٢٥. ذكره الزمخشري في الكشاف : ج ٣ ص ٥٠٢.