عمرو وحده بضم الياء وفتح الزاي على ما لم يسمّ فاعله ورفع اللام (١).
قوله تعالى : (وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيها ؛) أي يستغيثون في النار وهو افتعال من الصّراخ يقولون : (رَبَّنا أَخْرِجْنا ؛) من النار ، (نَعْمَلْ صالِحاً ؛) أي بقول لا إله إلّا الله ، وقوله تعالى : (غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ ؛) أي غير الشّرك. فوبّخهم الله تعالى فقال : (أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ ما يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ) ، معناه : أو لم نعمّركم مقدار ما يتّعظ فيه من كان يريد أن يتّعظ ويؤمن. قال عطاء : (يريد ثمانية عشر سنة) ، وقال الحسن : (أربعين سنة) ، وقال ابن عبّاس : (ستّين سنة) (٢).
قال : (هو العمر الّذي أعذر الله إلى ابن آدم ، قال النّبيّ صلىاللهعليهوسلم : [من عمّره الله تعالى ستّين سنة فقد أعذر الله إليه في العمر]) (٣). وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : [أعمار أمّتي ما بين السّتّين إلى السّبعين ، وأقلّهم من يجوز ذلك](٤). قال النّبيّ صلىاللهعليهوسلم : [منزل منايا أمّتي ما بين السّتّين إلى السّبعين](٥).
قوله تعالى : (وَجاءَكُمُ النَّذِيرُ ؛) قال جمهور المفسّرين : يريد النّبيّ صلىاللهعليهوسلم. وروي عن عكرمة وسفيان بن عيينة : (المراد من النّذير الشّيب) ومعناه : أولم نعمّركم حتى شبتم؟. وعن رسول الله صلىاللهعليهوسلم أنه قال : [من أناف سنّه على أربعين سنة ولم تغلب حسناته على سيّئاته فليتجهّز إلى النّار](٦).
__________________
(١) ينظر : الحجة للقراء السبعة : ج ٣ ص ٣٠٠ ـ ٣٠١.
(٢) أخرجه الطبري في جامع البيان : الأثر (٢٢٢٠١).
(٣) أخرجه البخاري في الصحيح : كتاب الرقائق : الحديث (٦٤١٩).
(٤) رواه الترمذي في السنن : كتاب الدعوات : الحديث (٣٥٥٠). وابن ماجة في السنن : كتاب الزهد : الحديث (٤٢٣٦). والحاكم في المستدرك : كتاب التفسير : الحديث (٣٦٥١).
(٥) ذكره المتقي الهندي في كنز العمال : الحديث (٤٢٦٩٦).
(٦) في جامع البيان : مج ١٢ ج ٢٢ ص ١٧١ ؛ قال الطبري : (وأشبه الأقوال بتأويل الآية ، إذا كان الخبر الذي ذكرناه عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم خبرا في إسناده بعض من يجب التثبت في نقله ، قول قال ذلك ، أربعون سنة ؛ لأن في الأربعين يتناهى عقل الانسان وفهمه ، وما قبل ذلك وبعده منتقص عن كماله في حال الأربعين.