فمن «أهل» الجنّة ، وإن كان من أهل النّار فمن «أهل» النّار ، يقال : هذا مقعدك حتّى يبعثك الله يوم القيامة](١).
وقوله تعالى : (وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذابِ) (٤٦) قرأ نافع والكوفيّون بقطع الألف وكسر الخاء ؛ أي يقال للملائكة : أدخلوا آل فرعون أشدّ العذاب ، وهو الدّرك الأسفل من النار ، وقرأ الباقون بضمّ الخاء ووصل الألف على الأمر لهم بالدخول.
قوله تعالى : (وَإِذْ يَتَحاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا نَصِيباً مِنَ النَّارِ) (٤٧) ؛ أي واذكر يا محمّد لقومك : إذ يختصم أهل النار في النار ، وباقي الآية مفسّر في سورة إبراهيم عليهالسلام.
وقوله تعالى : (قالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيها ؛) أي إنا نحن وأنتم قد استوينا في العذاب ، (إِنَّ اللهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبادِ) (٤٨) ؛ أي قضى بهذا علينا وعليكم وحكم أن لا يتحمل أحد عذاب أحد.
فلما رأوا شدّة العذاب ، (وَقالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ) ، قالوا ، (لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْماً مِنَ الْعَذابِ) (٤٩) ؛ أي يهوّن عنّا العذاب قدر يوم من أيّام الدّنيا ، (قالُوا) ، فيقول الزبانية : (أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّناتِ ؛) أي بالدّلالات الظاهرة على وحدانيّة الله ، (قالُوا بَلى) ، فيقولون : بلى قد أتتنا الرسل ، (قالُوا) ، فتقول لهم الزبانية : (فَادْعُوا) ، أنتم فإنّ الله تعالى لم يأذن لنا في الدّنيا ، (وَما دُعاءُ الْكافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلالٍ) (٥٠) ؛ أي في ضياع لا ينفعهم.
قوله تعالى : (إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا) ؛ أي إنا لنعين الرسل والمؤمنين على أعدائهم في الدّنيا بالاستعلاء عليهم بالحجّة
__________________
(١) أخرجه البخاري في الصحيح : كتاب الجنائز : باب الميت يعرض عليه مقعده بالغداة والعشي : الحديث (١٣٧٩). ومسلم في الصحيح : كتاب الجنة وصفة نعيمها : الحديث (٦٥ / ٢٨٦٦).