قال أبو هريرة : (إنها تخرج ومعها عصا موسى وخاتم سليمان) (١) ، وعن ابن عمرو بن العاص أنه قال : (تكتب على وجه الكافر نكتة سوداء ، فتعثوا في وجهه حتى يسود وجهه ، وتكتب على وجه المؤمن نكتة بيضاء ، فتعثوا في وجهه حتى يبيض وجهه ، فتعرف المؤمن من الكافر عند ذلك) (٢). وعن أبي سعيد الخدري رضى الله عنه أنه قال : (إذا ترك الناس الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كان ذلك الوقت وقت أشراط الساعة وخروج الدابة) (٣).
قوله تعالى : (أَنَّ النَّاسَ ؛) قرأ أهل الكوفة ويعقوب (أَنَّ النَّاسَ) بفتح الألف على وجه الحكاية من قول الدابة وعلى معنى : أخرجنا الدابة بأن الناس (كانُوا بِآياتِنا لا يُوقِنُونَ) (٨٢) ؛ وقرأ الباقون بالكسر على الابتداء.
وعن أبي هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : [بئس الشعب جياد ـ مرتين أو ثلاثا ـ] قالوا : ولم ذلك يا رسول الله؟ قال : [تخرج منه الدابة ، فتصرخ ثلاث صرخات يسمعها من بين الخافقين](٤).
وقال بعضهم : كنت مع ابن عباس بمكة ، فبينما هو على الصفا إذ قرع الصفا بعصاة وهو محرم وهو يقول : إن الدابة تسمع قرع عصاي هذه ، قال ابن عباس : (هي دابة ذات زغب وريش ، ولها أربعة قوائم) (٥).
__________________
(١) أخرجه الإمام أحمد في المسند : ج ٢ ص ٢٩٥ مرفوعا إلى النبي صلىاللهعليهوسلم. والترمذي في الجامع : أبواب تفسير القرآن : الحديث (٣١٨٧). وابن ماجة في السنن : كتاب الفتن : الحديث (٤٠٦٦). والطبري في جامع البيان : الحديث (٢٠٦٢٤).
(٢) في الدر المنثور : ج ٦ ص ٣٧٩ ؛ قال السيوطي : (أخرجه عبد بن حميد).
(٣) أخرجه الطبري في جامع البيان : الأثر (٢٠٦١٦) عن عطية العوفي عن ابن عمر. وذكره القرطبي من قول أبي سعيد وابن عمرو في الجامع لأحكام القرآن : ج ١٣ ص ٢٣٤.
(٤) ذكره البغوي في معالم التنزيل : ص ٩٧٠. وفي الدر المنثور : ج ٦ ص ٣٨٢ ؛ قال السيوطي :
(أخرجه ابن مردويه والبيهقي في البعث).
(٥) في الدر المنثور : ج ٦ ص ٣٧٨ ؛ قال السيوطي : أخرجه عبد بن حميد.