آخر الأنبياء وأنتم آخر الأمم ، وهو خارج فيكم لا محالة ، فإن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيج كلّ مسلم ، وإن يخرج بعدي فكلّ امرئ حجيج نفسه ، والله تعالى خليفتي على كلّ مسلم.
أنّه يخرج بين جبلين بين العراق والشّام يعيث يمينا ويعيث شمالا ، فيا عباد الله اثبتوا ، فإنّه يبدأ فيقول : أنا نبيّ ولا نبيّ بعدي! ثمّ يثني ويقول : أنا ربّكم! ولن تروا ربّكم حتّى تموتوا ، وإنّه أعور وليس ربّكم بأعور ، وإنّه مكتوب بين عينيه : كافر ، يقرؤه كلّ مؤمن ، فمن لقيه منكم فليتفل في وجهه.
وإنّ من فتنته أنّ معه جنّة ونار ، فناره جنّة وجنّته نار ، فمن ابتلي بناره فليقرأ فواتح سورة الكهف ويستغيث بالله ، فتكون عليه بردا وسلاما ، وإنّ من فتنته أنّ معه شياطين يتمثّل كلّ واحد منهم على صورة إنسان ، فيأتي الأعرابيّ فيقول له : إذا بعثت أباك وأمّك وأهلك تشهد أنّي ربّك؟ فيقول : نعم ، فيتمثّل له شياطينه على صوت أبيه وأمّه ، فيقولان له : يا بنيّ اتّبعه فإنّه ربّك ، ومن فتنته أن يسلّط على نفس فيقتلها ، ثمّ يحييها الله بعد ذلك ، فيقول الدّجّال : انظروا إلى عبدي هذا ، فإنّي بعثته الآن ويزعم أنّ له ربّا غيري]) (١).
قال مقاتل : (إنّ الرّجل الّذي يسلّط عليه الدّجّال رجل من جشعم ، فيقتله ثمّ يبعثه الله تعالى ، فيقول له الدّجّال : من ربّك؟ فيقول : الله ربي وإنّك الدّجّال عدوّ الله).
[وإنّ من فتنته يقول للأعرابيّ : أرأيت إن بعثت لك أبيك وأمّك أتشهد أنّي ربّك؟ فيقول : نعم ، فيتمثّل له شياطينه على صورة أبيه وأمّه. وإنّ أيّامه أربعين يوما ،
__________________
(١) الحديث لم أقف عليه عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه ، وهو حديث مشهور بألفاظ عديدة وأسانيد عديدة. وأصله عن أبي هريرة وجابر وأبي سعيد وغيرهم كثير رضي الله عنهم جميعا. ومن هذه الأسانيد ، أخرجه البخاري في الصحيح : كتاب الجائز : الحديث (١٣٥٤ و١٣٥٥) ، وكتاب الأنبياء : الحديث (٣٣٣٧) ، وكتاب الجهاد : الحديث (٣٠٥٥). ومسلم في الصحيح : كتاب الفتن وأشراط الساعة : الحديث (١١٢ / ٢٩٣٨).