الفصل السابع
الصّدّيق يوسف ـ ومحنة المراودة
شاء الحق ـ تبارك وتعالى ـ أن يختص نبيّه «يوسف بن يعقوب» ـ عليهماالسلام ـ بسورة من القرآن العظيم ، تقص قصته ، وتسجل كل مراحل حياته ، ومالاقاه من أنواع البلاء ، ومن ضروب المحن من إخوته ، ومن الآخرين ، فى بيت عزيز مصر ، وفى تآمر النسوة ، وفى السجن ، حتى نجّاه الله من ذلك الضيق ، وصرف عنه الكرب.
وقصة الصديق يوسف ـ عليهالسلام ـ أسلوب فذ فريد ، فى ألفاظها ، وتعبيرها ، وأداتها ، وفى سردها وحوارها ، الممتع اللطيف ، تسرى مع النفس سريان الدم فى العروق ، وتجرى برقتها وسلاستها فى القلب ، جريان الروح فى الجسد.
كما جاءت قصة يوسف ، فى القرآن ، طرية ندية ، فى سرد ممتع لطيف ، سلس رقيق ، يحمل جو الأنس والرحمة ، والرأفة والحنان. ولهذا قال خالد بن معدان : «قصة يوسف ومريم مما يتفكّه بهما أهل الجنة فى الجنة». (١)
وقال عطاء : لا يسمع قصة يوسف محزون إلا استراح إليها.
* وهذه القصة ـ كما ذكر القرآن : «أحسن القصص». وقد ورد التنويه إلى ذلك فى أولها قال الحق سبحانه : (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ) [يوسف : ٣]
__________________
(١) حاشية الصاوى على الجلالين ٢ / ٢٣٣