الفصل العاشر
قارون وكنوزه .. إلى الفناء
تمثل قصة قارون ـ فى القرآن الكريم ـ جانب الطغيان بالمال ، والغرور بالعلم ، وكيف أن مآلهما إلى الفناء ، إذا تسلطت الأهواء ، وسيطرت الأطماع ، وتحوّل الإنسان من مجرد مخلوق من مخلوقات الله إلى متجبّر متكبّر ، يعلو بنفسه فوق الناس ، ويزهو ويتعالى عليهم ، وينظر إليهم بمنظار الاستعلاء والاستكبار ..
وقد وردت هذه القصة فى القرآن على سبيل العظة والعبرة ، لإثبات أن كل شىء مآله إلى زوال ، وأن الباقى هو وجه الله ذو الجلال والإكرام.
ورد الحديث عن قارون ـ فى القرآن ـ فى ثلاثة مواضع :
* الموضع الأول : فى سورة العنكبوت ، حيث الإشارة إلى قارون وأفعاله واستكباره ، وقد اقترن اسمه بإسم فرعون مصر ، وهامان وزيره ، الذين ظلموا فأهلكوا ، نتيجة لاستكبارهم عن عبادة الله ، وطاعة رسوله موسى ـ عليهالسلام ، وبسبب ما اقترفوه من آثام وذنوب فى حق الله والناس. يقول تعالى :
(وَقارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهامانَ ، وَلَقَدْ جاءَهُمْ مُوسى بِالْبَيِّناتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ ، وَما كانُوا سابِقِينَ. فَكُلًّا أَخَذْنا بِذَنْبِهِ ، فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنا عَلَيْهِ حاصِباً ، وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ ، وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنا بِهِ الْأَرْضَ ، وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنا ، وَما كانَ اللهُ لِيَظْلِمَهُمْ ، وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ)
[العنكبوت : ٣٩ ، ٤٠]