جعلها ثوبا تنزل يوما ولا تنزل يوما ، ومكثوا على ذلك أربعين يوما ، تنزل عليهم غبّا ، عند ارتفاع النهار ، فلا تزال موضوعة يؤكل منها حتى إذا قالوا (من القيلولة) ارتفعت عنهم إلى جو السماء ، وهم ينظرون إلى ظلها فى الأرض حتى تتوارى.
فهل معنى ذلك أن المائدة نزلت أكثر من مرة؟
إن القرآن الكريم يدل دلالة واضحة على أن المائدة لم تنزل إلا مرة واحدة ، وهذه الرواية تدل على تكرر نزولها ، وهذا بالتالى يدل على اختلاق تفاصيل القصة ، وأنها من تزيدات بنى إسرائيل.
* وجاء فى بعض الروايات : فأوحى الله إلى عيسى ، أن اجعل رزقى لليتامى والمساكين ، والزّمنى دون الأغنياء من الناس ، فلما فعل ذلك ارتاب بها الأغنياء ، وغمصوا ذلك حتى شكوا فى أنفسهم ، وشككوا فيها الناس ، وأذاعوا فى أمرها القبيح والمنكر ، وأدرك الشيطان منهم حاجته ، وقذف وساوسه فى قلوب المرتابين ، فلما علم عيسى ذلك منهم ، قال : هلكتم وإله المسيح ، سألتم نبيكم أن يطلب المائدة لكم من ربكم ، فلما فعل وأنزلها عليكم رحمة ورزقا ، وأراكم فيها الآيات والعبر كذبتم بها ، وشككتم فيها فأبشروا بالعذاب ، فإنه نازل بكم إلا أن يرحمكم الله.
وأوحى الله إلى عيسى : إنى آخذ المكذبين بشرطى ، فإنى معذب منهم من كفر بالمائدة بعد نزولها ، عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين ، فلما أمسى المرتابون بها ، وأخذوا مضاجعهم فى أحسن صورة مع نسائهم آمنين ، فلما كان فى آخر الليل .. مسخهم الله خنازير ، فأصبحوا يتتبعون الأقذار فى الكناسات.