وقال عز شأنه : (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللهَ ثالِثُ ثَلاثَةٍ ، وَما مِنْ إِلهٍ إِلَّا إِلهٌ واحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) [المائدة : ٧٣]
إن فكرة التثليث ـ أو البنوة ، أو قل الإشراك ، أى جمع الأب ، والابن ، والروح القدس ، بوصفه إله واحد ، لم تخترع ـ فيما نعتقد ـ زيادة فى تقديس عيسى ، وإنما هى محاولة لإفساد دعوته بين الذين يصدقونه ، فحين يسمعون أنه (الله) ، أو أنه (ابن الله) أو (فكرة التثليث) تختلط عليهم الحقيقة ، ويشكّون فى دعوته ، فينفرون منه ومن دعوته.
* ويؤكد ذلك ما جاء فى سورة التوبة :
(وَقالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللهِ ، وَقالَتِ النَّصارى الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ ، ذلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْواهِهِمْ يُضاهِؤُنَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قاتَلَهُمُ اللهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ. اتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْ وَرُهْبانَهُمْ أَرْباباً مِنْ دُونِ اللهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ ، وَما أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلهاً واحِداً ، لا إِلهَ إِلَّا هُوَ سُبْحانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ) [التوبة : ٣٠ ، ٣١]
فهم محتارون فى المسيح عيسى ابن مريم ، بين أن يجعلوه (الله) وبين أن ينسبوه (ابن الله) وفضح القرآن هذا الادعاء .. بقوله تعالى :
(ما كانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحانَهُ إِذا قَضى أَمْراً فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) [مريم : ٣٥]
ونعى عليهم مغالاتهم فى الدين وتعنتهم فى الرأى والقول .. فى آية جامعة مانعة بقول رب العزة :