الفصل الثالث عشر
مع أصحاب الكهف .. فى رحلة الإيمان
من أروع قصص الإيمان ، التى تهدف إلى تثبيت العقيدة ، والتى لا تزال تستبد بأفكار المفكرين ، قصة أصحاب الكهف. وهذه القصة من أعظم القصص القرآنى ، المصور فى صدقه ، وسرد حقائقه ، قصة التضحية بالنفس فى سبيل العقيدة. وقد ذكرها القرآن فى معرض الرد على منكرى البعث والنشور يوم القيامة ، كما ذكرها ردّا على سؤال مشركى قريش ، الذين استمدوه من أحبار اليهود.
ذكر محمد بن إسحاق بإسناد عن ابن عباس قال :
«بعثت قريش النّضر بن الحارث ، وعقبة بن أبى معيط إلى أحبار اليهود بالمدينة ، فقالوا لهم : سلوهم عن (محمد) وصفوا لهم صفته ، وأخبروهم بقوله ، فإنهم أهل الكتاب الأول ، وعندهم ما ليس عندنا من علم الأنبياء ، فخرجا حتى أتيا المدينة ، فسألوا أحبار يهود عن رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ووصفوا لهم أمره ، وبعض أقواله ، وقالا إنكم أهل التوراة ، وقد جئناكم لتخبرونا عن صاحبنا هذا ، قال : فقالوا لهم سلوه عن ثلاث نأمركم بهن فإن أخبركم بهن فهو نبىّ مرسل ، وإلّا فرجل متقوّل تروا فيه رأيكم. سلوه عن فتية ذهبوا فى الدهر الأول ما كان من أمرهم ، فإنهم قد كان لهم حديث عجيب؟ .. وسلوه عن رجل طوّاف ، بلغ مشارق الأرض ومغاربها ، ما كان نبؤه؟ .. وسلوه عن الروح ما هو؟