المسيح عيسى ابن مريم ، واعتبروه تارة هو الله ، وتارة ابن الله ، ولهذا ورد فى القرآن التأكيد القاطع على بشرية رسول الله ، وأنه يجرى عليه ما يجرى على سائر البشر.
* وإلى جانب المشركين .. كان هناك أهل الكتاب ، الذين يعارضون رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ بكل أساليب المعارضة. وقد اتجه القرآن إلى أقوى دليل يؤكد خطأهم ، حينما يعارضون ـ ويتحدّون وجود رسول الله .. رغم أنه مذكور عندهم فى التوراة والإنجيل. بيد أن تحريفهم لهذين الكتابين هو الذى أبعدهم عن روح الكتابين السماويين ، وهو الذى جعلهم لا يصدقون رسول الله ، ولا يدينون بدينه الجديد. يقول القرآن :
(وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُها لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآياتِنا يُؤْمِنُونَ. الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ ، يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّباتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبائِثَ ، وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلالَ الَّتِي كانَتْ عَلَيْهِمْ ..) [الأعراف : ١٥٦ ـ ١٥٧]
فرسول الله ـ النبى الأمى ـ لم يأت على غير موعد ، وخاصة عند الذين كانوا يدينون بشريعة سماوية أخرى نزل بها كتاب ، فقد تحدثت عن مجيئه التوراة والإنجيل ، ثم هو قد جاء ليطهر الإنسانية ـ ومنها اليهود والنصارى ـ من كل منكر ، فيحل لهم الطيبات ، ويحرم عليهم الخبائث التى ابتدعوها ونسبوا بعضا منها إلى الدين ـ كما هو معروف عن السيئات التى يرتكبها اليهود وينسبونها إلى الدين ـ والدين منها براء .. ثم هو يحللهم من الإصر والأغلال التى ربطوا أنفسهم بها اعتقادا منهم أنها من الدين ، وما هى من الدين فى شىء ..