خاتمة البحث وأهم نتائجه
وبعد .. فهذه دراسة موضوعية لبعض القصص القرآنى ، أردنا من خلالها أن نلقى الضوء على أهمية التفسير الموضوعى ، وإبراز خصائصه وسماته فيما يتصل بالقصة الواحدة ، وكما قلنا فى صدر البحث ـ فى حديثنا عن المنهج ـ كان القصد الأول هو دراسة نقطة معينة ، أو موقف محدد ، أو حدث معين ، حدث لنبى من أنبياء الله ، ولم يكن القصد دراسة القصة بأكملها دراسة حصرية. وإنما كان الهدف دراسة واقعة محددة دراسة موضوعية.
وقد كانت حتمية الموضوع وطبيعة المنهج ، تفرض علينا أن تكون هذه الدراسة ـ كما ذكرنا ـ فى فصول ، كل فصل يتناول قصة من القصص القرآنى.
وقد فرض علينا الموضوع والمنهج ، أن نقدم لفصول الدراسة بتمهيد عن التفسير ومناهجه ..
فى هذا التمهيد .. عرّفنا بالتفسير لغة واصطلاحا ، وأوضحنا كيف أن التفسير منذ القديم كان مجالا رئيسيا التقت عليه كل الطوائف والاتجاهات الإسلامية.
فإذا ما انتقلنا إلى العصر الحديث ، وجدنا من يرفض تعريفات القدماء السابقين للتفسير ، ويرى أن مجهودهم لا مبرر له ، لأن القرآن لا يحتاج إلى تفسير شامل ـ كما فهم الأقدمون ـ وإنما يحتاج إلى توضيح بعض الألفاظ الغريبة على القارىء ، وقد أوضحنا وجهة نظرهم هذه ، ذلك أن المفسرين القدماء قد توسعوا توسعا كثيرا فى عرض القضايا النحوية والصرفية ، وحشوا تفاسيرهم بالعديد من المسائل ، التى أثقلت التفسير ، بحيث جعل القارىء يتوه فى خضم هذه الآراء.