ولقد وجدنا من يقول أن القرآن للعبادة والتلاوة ، ولا تتعرف معانيه إلّا بتعريف من النبى ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وقد فندنا هذا الزعم ، وأوضحنا أن هؤلاء يتوقفون خشية أن ينحرف بهم الفكر. فيصرفوا معانى القرآن إلى غيرها لانحراف فى التفكير ، أو تزيد عليه ، فرأوا أن يكتفوا بالتلاوة والتعبد ، واقفين عند هذا الحد ، حتى لا يقولوا على الله بغير علم.
ثم انتقلنا لنبين ، أن التفسير علم قديم ، كان أستاذه الأول رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وكان علما يدرس ، أقرّ به الصحابه ، وتدارسوه ومارسوه ، وكان على رأسهم حبر الأمة عبد الله بن عباس ، وعبد الله بن مسعود ، وأبى بن كعب ، وعلى بن أبى طالب ، وظل هذا العلم قائما يتوارث ويتناقل ، منذ عهد الصحابة والتابعين ، تشهد بذلك المصنفات الضخمة ، التى صنفت فى التفسير ، سواء بالمأثور والرواية ، أو بالمعقول والدراية. ثم وجدنا من المفيد أن نذكر أهم العناصر التفسيرية ، التى يجب أن يشملها التفسير إذا أراد المفسر أن يسلك الطريقة المثلى.
ثم رأينا أن نضيف إلى مفهوم التفسير القديم مفهوم التفسير الموضوعى ، الذى لا يزال يجد طريقه فى عالمنا الحديث. وتتبعنا بذوره منذ عهد رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ، وعهد صحابته ، ووقفنا أمام تفسيرات عدة تتناول الجانب الموضوعى ، وتربط بين أجزاء القرآن وموضوعاته ، واجتهاد بعض الصحابة فى ربط الموضوع بالموضوع ، والآية بما يرتبط بها من آيات توضح المعنى وتدعمه ، ثم تتبعنا حركة التأليف فى موضوعات القرآن منذ القديم حتى العصر الحديث.
وتعرضنا لمنهج ابن تيمية ، وحملته الشعواء على الإسرائيليات المدسوسة فى التفاسير ، وخلوصه إلى أن خير طرق التفسير أن يفسر القرآن بالقرآن ؛ فما أجمل فى موضع ، بسط فى موضع آخر ، وما ذكر موجزا فى آية ، جاء مفصلا فى آية أخرى ، وإن لم يف القرآن أحيانا بالمراد ، رجع إلى الحديث النبوى ،