عليهم المهابة .. وصورت كيف أن مبعثهم كان على صورتهم الحقيقية كما أرادها الله. ثم ألمحت إلى الحكمة التى من أجلها بعثهم الله على هذه الحالة. كما حددت عددهم ، وكم لبثوا فى كهفهم هذا ، وأشرت إلى أن القرآن صوّر هذه القصة فى صورة مشاهد تلفت النظر. وتبهر العقول ، من أجل الإيمان بإمكان البعث والنشور.
* والفصل الأخير ، خصّصناه لقصة رسول الله مع الكافرين والمشركين بما وضح ذلك القرآن فبينّا كيف التزم القرآن بالتحدث عن شخصية الرسول ـ صلىاللهعليهوسلم ـ والتعريف به فى مجال الصراع العقيدى. فأوضحت أن القرآن رسم صورة واضحة عن الرسول ومهمته ورسالته ، وأبرزت كيف أن المشركين كانوا يريدون أن يخرجوا الرسول عن طبيعته البشرية ، ويتحدونه فى أن يأتى بالله والملائكة ليشهدوا بصحة نبوته. وقد ألمحت إلى أن القرآن الكريم وقف أمامهم بالمرصاد ، وقف ليخسف بكل تحدياتهم ، ويؤكد بشريّة الرسول ، ويعارض أهل الكتاب ، ويحدد مهمة الرسول ، وقيمة الرسالة.
وهنا تتجلى أمام أذهاننا بعض الحكم التى أرادها الله ـ سبحانه ـ من قصّ هذه القصص وغيرها على نبيه المصطفى صلىاللهعليهوسلم :
الحكمة الأولى : أنه إظهار لنبوته ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ودلالة على رسالته ، وذلك أن النبى ـ صلىاللهعليهوسلم ـ كان أميا ، لم يختلف إلى مؤدب ، ولا إلى معلم ، ولم يفارق وطنه بمدة يمكنه فيها الانقطاع إلى عالم يأخذ عنه علم الأخبار ، ولم يعرف له طلب شىء من العلوم إلى أن كان من أمره ما كان. فنزل جبريل ـ عليهالسلام ـ ولقّنه ذلك ، فأخذ يحدّث الناس بأخبار ما مضى فى القرون ، وسير الأنبياء ، والملوك المتقدمين ، فمن كان من قومه عاقلا موفقا صدّق بما يوحى إليه ، وإخباره إياه بذلك ، فآمن به وصدقه ، وكان ذلك معجزة له ، ودليلا على صحة نبوته ،