سيرته وفضله وثناء العلماء عليه :
يذكر لنا الذهبي في «السير» (١) أن السجستاني كان مقيما ببغداد ، ووصفه كل من ترجم له بأنه كان أديبا ، فاضلا ، متواضعا ، ديّنا ، خيّرا ، صالحا.
وممن وصفه بهذا الوصف زميله ابن خالويه ، الحسين بن أحمد (ت ٣٧٠ ه / ٩٨٠ م) وينقل لنا ابن خير في «فهرسته» (٢) قول ابن خالويه : «ذكر أبو مروان الطبني عن ابن خالويه النحوي قال : كان ابن عزيز رجلا متواضعا ديّنا».
شيوخه :
لم تذكر لنا المصادر أن السجستاني تلقى العلم عن شيخ سوى ابن الأنباري ، مع أنه كان مقيما ببغداد في القرن الثالث الهجري / العاشر الميلادي ، وكانت عاصمة الخلافة ، ومركز الحكم ، وكعبة العلم ومحجّة العلماء ، يعيش فيها أئمة الدين والأدب ، ويرحل إليها العلماء من كل ناحية للاجتماع بعلمائها ، والأخذ عنهم.
ولقد لازم السجستاني شيخه ابن الأنباري في بغداد مدة طويلة ، وكان من غلمانه ، يقوم بخدمته ، ويذكر أنه ألّف كتابه «غريب القرآن» خلال خمسة عشر عاما ، يعرضه على شيخه ، فينقّحه ، ويهذّب فيه ، وينقل لنا ذلك ابن خالويه (٣) فيقول : «كان ابن عزيز رجلا متواضعا ديّنا من غلمان ابن الأنباري ، وعمل هذا الكتاب في طول عمره ، ورأيته يصحّحه عليه ويجبره بالشيء فيزيده فيه» ويقول الصفدي (٤) : «وكان الدارقطني معاصره ، وأخذا جميعا عن أبي بكر محمد بن الأنباري ، ويقال إنه صنف غريب القرآن في خمس عشرة سنة ، وكان يقرؤه على ابن الأنباري وهو يصلح له فيه مواضع».
وأما شيخه أبو بكر محمد بن القاسم بن بشار الأنباري النحوي (٥) ، فإنه كان من أعلم الناس وأفضلهم في نحو الكوفيين ، وأكثرهم حفظا للغة. وكان زاهدا متواضعا ، أخذ
__________________
(١) الذهبي ، سير أعلام النبلاء ١٥ / ٢١٦.
(٢) ابن خير ، فهرسة ما رواه عن شيوخه : ٦٣.
(٣) ابن خير ، فهرسة ما رواه عن شيوخه : ٦٣.
(٤) الصفدي ، الوافي بالوفيات ٤ / ٩٥.
(٥) انظر ترجمته في نزهة الألباء : ١٩٧ ، وإنباه الرواة ٣ / ٢٠١ ، ومعجم الأدباء ١٨ / ٢٠٦.