عن أبي العباس ثعلب وكان ثقة صدوقا ، من أهل السنّة ، حسن الطريقة. وألّف كتبا كثيرة في علوم القرآن منها كتاب «الوقف والابتداء» وكتاب «المشكل» و «غريب الحديث» و «شرح المفضليات» ... وكان يحفظ ثلاثمائة ألف بيت شاهد في القرآن ، ويملي كتبه المصنّفة ، ومجالسه المشتملة على الحديث والأخبار والتفسير والأشعار كل ذلك من حفظه. وقال : «أحفظ ثلاثة عشر صندوقا» ، وهذا ما لم يحفظه أحد قبله ولا بعده. وحدّث أنه كان يحفظ مائة وعشرين تفسيرا من تفاسير القرآن بأسانيدها. قال أبو العباس يونس : «كان أبو بكر آية من آيات الله تعالى في الحفظ».
مؤلفاته :
لم يؤلف السجستاني كتابا سوى «غريب القرآن» ، وقد استغرق في تأليفه زهاء خمس عشرة سنة كما مرّ ، يعرضه خلالها على شيخه ابن الأنباري ، يقول ابن خالويه (١) :
«مات ابن عزيز ولم تكمل قراءته على أبي بكر» ، ويظهر أن اشتغاله بخدمة شيخه كان يملأ وقته ، ولا يدع له مجالا للتأليف ، ومع ذلك فقد نصت المصادر أنه كان يكتب كتبا لشيخه بخطّه ، يقول التجيبي (٢) : «كتب بخطّه كتاب «الملاحن» لابن دريد ، وكتاب «الألفاظ» لابن الأنباري».
وفاته :
يقول الصفدي (٣) : «توفي سنة ثلاثين وثلاث مائة أو ما دونها» ويقول الذهبي (٤) : «بقي ابن عزير إلى حدود الثلاثين وثلاث مائة» ولم يجزم بسنة وفاته أحد.
__________________
(١) ابن خير ، فهرسة ما رواه عن شيوخه : ٦٤.
(٢) التجيبي ، برنامجه : ٤٨.
(٣) الصفدي ، الوافي بالوفيات ٤ / ٩٥.
(٤) الذهبي ، سير أعلام النبلاء ١٥ / ٢١٧.