ويحدثنا المؤلف في مقدمته عن المنهج الذي سلكه في كتابه فيقول : «وبعد ، فهذا تفسير غريب القرآن ، ألّف على حروف المعجم ليقرب تناوله ، ويسهل حفظه على من أراده».
ثم يبدأ كتابه بباب الهمزة المفتوحة فالمضمومة فالمكسورة معتمدا التدرج في قوة الحركات ثم يفتتح باب الباء المفتوحة فالمضمومة فالمسكورة ، وهكذا إلى آخر الحروف.
وهو يسرد الكلمات القرآنية الغريبة المتفقة البدايات تحت كل حرف على نسق ترتيب السور والآيات في القرآن الكريم ، حتى إذا فرغ منه افتتح بابا لحرف آخر وهكذا.
هذا هو منهج السجستاني في ترتيب كتابه ، وهو منهج فريد لم يسبق إليه في التصنيف المعجمي وإنما كان يستخدمه أصحاب معاجم الرجال كما رأينا ولا يحتاج من الكاشف فيه إلى أن يكون ملمّا بعلوم اللغة العربية من نحو وصرف واشتقاق.
مآخذ على ترتيب السجستاني :
لكن السجستاني لم يسلم من الاضطراب في تطبيق هذا المنهج ، إذ أنه يضع عددا كبيرا من الكلمات في غير مواضعها مما يوهم القارىء بعدم وجودها في الكتاب ، وهذا مما يضيّع الفائدة المرجوّة منه. ويعود الاضطراب في الكتاب لسهو المؤلف أحيانا ؛ كأن يضع كلمة تبدأ بالميم المضمومة ضمن الميم المفتوحة وأحيانا للتقديم والتأخير في الآيات والسور ، وأحيانا أخرى لاستشهاده بكلمات متجانسة يجمعها في مكان واحد ولا يضعها في أماكنها المقررة ، وأحيانا أخرى لاختلاف القراءات ، وهذه أمثلة لكل ذلك :
فهو يضع كلمة (ليواطئوا) [التوبة : ٣٧] في اللام المسكورة مع أنه التزم حذف الحروف من أوائل الكلمات كأل التعريف ، وحروف العطف وغيرها ، وكان حقّه أن يضعها في الياء المضمومة كما فعل في : (ليزلقونك) [القلم : ٥١] إذ أنه يضعها في الياء المضمومة.
ويضع كلمة (مقتحم معكم) [ص : ٥٩] في الميم المفتوحة.
ويضع كلمة (يحادد الله ورسوله) [التوبة : ٦٣] في الياء المفتوحة.
ويضع كلمة (يوم يكشف عن ساق) [القلم : ٤٢] في الياء المضمومة.