ينقل ، يختار ما يراه صوابا من آراء الأئمة المتقدمين على السواء. ومن أمثلة نقله عن أبي عبيدة : قوله تعالى : (خمط) [سبأ : ١٦] قال أبو عبيدة الخمط كل شجر ذي شوك (١). وقال غيره : الخمط شجر الأراك ، وأكله ثمره.
٤ ـ تفسير غريب القرآن وتأويل مشكل القرآن : وكلاهما لابن قتيبة ، عبد الله بن مسلم ، أبو محمد (ت ٢٧٦ ه / ٨٨٩ م) ويكثر السجستاني النقل في كتابه منهما ، ونادرا ما يصرح باسم ابن قتيبة ، وقد تتبّعت كلمات الكتابين ، فوجدت السجستاني ينقل أقوال ابن قتيبة بحرفيّتها في معظم الكتاب ، ويختصر عباراته أحيانا ليصوغها بأسلوبه. ومن أمثلة نقله عنه : قوله تعالى : (صفراء فاقع لونها) [البقرة : ٦٩] قال أبو محمد ، قال أبو عبد الله النمري ، قال أبو رياش : من جعل الأصفر أسود فقد أخطأ ، وأنشدنا بين ذي الرّمّة ، وهو :
كحلاء في برج صفراء في نعج |
|
كأنها فضة قد مسّها ذهب |
قال : أفتراه وصف صفراء بهذه الصفة (٢).
٥ ـ غريب القرآن : لثعلب ، أحمد بن يحيى ، أبو العباس (ت ٢٩١ ه / ٩٠٣ م) وهو ينقل عنه مباشرة من كتابه أحيانا ، وأحيانا أخرى بواسطة زميله أبي عمر محمد بن عبد الواحد ، المعروف بغلام ثعلب (ت ٣٤٤ ه / ٩٥٥ م) ، ومن أمثلة نقله عنه : قوله تعالى : (ربّانيون) [آل عمران : ٧٩] قال أبو عمر عن ثعلب : العرب تقول رجل ربّاني وربيّ إذا كان عالما عاملا.
٦ ـ ياقوتة الصراط في غريب القرآن : لأبي عمر محمد بن عبد الواحد المعروف بغلام ثعلب (ت ٣٤٤ ه / ٩٥٥ م) ويكثر السجستاني من النقل عنه ، ويصرح باسمه بقوله : قال أبو عمر. ومن الأمثلة على ذلك : قوله تعالى : (الراسخون في العلم) [آل عمران : ٧] قال أبو عمر : سمعت المبرد وثعلبا يقولان : المتذاكرون بالعلم ، وقالا : لا يذاكر بالعلم إلا حافظ.
__________________
(١) أبو عبيدة ، المجاز ٢ / ١٤٧.
(٢) ابن قتيبة ، تفسير الغريب : ٥٣ ، والمعاني الكبير ١ / ٣٦١ ، مع بعض التصرف في نقل السجستاني.