المفسرين يجعلها أسماء للسور ، تعرف كل سورة بما افتتحت به (١) ، وبعضهم يجعلها أقساما أقسم الله [تعالى] (٢) بها لشرفها وفضلها ، ولأنها مبادىء كتبه المنزّلة ، ومباني أسمائه الحسنى ، وصفاته العليا (٣) ، [و] (٤) بعضهم يجعلها حروفا مأخوذة من (٥) صفاته عزوجل (٥) ، كقول ابن عباس في (كهيعص) [٢٠ ـ مريم : ١] : أن الكاف من كاف ، والهاء من هاد ، والياء من حكيم ، والعين من عليم ، والصاد من صادق (٦) ، (٧) [فحينئذ الألف : أنا ، واللام : الله ، والميم : أعلم] (٧).
(أأنذرتهم) [٢ ـ البقرة : ٦] : أأعلتمهم بما تحذّرهم [منه] (٨) ولا يكون المعلم منذرا حتى يحذّر بإعلامه ، فكل منذر معلم ، وليس كل معلم منذرا (٩).
__________________
(١) وهو قول قتادة بن دعامة السدوسي ، حكاه ابن كيسان النحوي (ابن النحاس ، القطع والائتناف : ١١٠).
(٢) زيادة من المطبوعة.
(٣) وهو قول عكرمة البربري مولى ابن عباس (المصدر السابق).
(٤) سقطت من المطبوعة.
(٥) في (ب) : صفات الله.
(٦) وهو قول عطاء والضحاك عن ابن عباس (الطبري ، جامع البيان ١ / ٦٧).
وذهب أبو عبيدة إلى أنها فواتح للسور (المجاز ١ / ٢٨) وإلى هذا ذهب أبو عبد الرحمن اليزيدي (غريب القرآن : ٦٣).
وذهب بعضهم إلى أنها من المتشابه الذي لا يعلمه إلا الله ، قال أبو بكر الصديق : لله عزوجل في كل كتاب سر ، وسر الله في القرآن أوائل السور. وإلى هذا ذهب الشعبي ، وأبو صالح ، وابن زيد (القرطبي ، الجامع ١ / ١٥٤).
وذهب أبو العباس محمد بن يزيد المبرّد ، ومحمد بن المستنير المعروف بقطرب إلى أنها تنبيه (ابن النحاس ، القطع والائتناف : ١١٠).
وانظر : ابن قتيبة ، تفسير غريب القرآن : ٣٩ ، وتأويل مشكل القرآن : ٢٣٠ ـ ٢٣٩ ، ومكي ، تفسير المشكل : ٨٥ ، والعمدة : ٦٩ ، وابن الجوزي ، زاد المسير ١ / ٢٠.
(٧) ما بين الحاصرتين ساقط من (أ) والمطبوعة.
(٨) سقطت من المطبوعة.
(٩) أبو عبيدة ، المجاز ١ / ٣١ ، والقرطبي ، الجامع ١ / ١٨٣.