أبو بكر محمّد بن عزيز السجستاني (*)
عصره وبيئته ـ اسمه ونسبه ـ فضله ـ شيوخه ـ مؤلفاته ـ وفاته
عصر السجستاني :
شهد السجستاني آخر القرن الثالث وأول القرن الرابع الهجري وهو العصر الذهبي من عصور الإسلام علميا وسياسيا وحضاريا ، ففيه بلغت الفتوحات أقاصي الأرض ، وانتشرت دعوة الإسلام في أرجاء المعمورة ، وفيه استقرّت العلوم ، وظهر نوابغ الفكر والأدب ، وكان السجستاني يقيم في بغداد ، عاصمة الخلافة ، ومركز العلوم ، فلا غرو أن يتأثر ببيئته العلمية الرفيعة ، ويتخرّج على أيدي العلماء الكبار ، ويعاصر النخبة الممتازة من المفكرين.
فمن الناحية السياسية ، كانت الخلافة لا تزال بيد بني العباس ، وقد عاصر السجستاني ثلاثة منهم (١) وهم : الخليفة المقتدر بالله جعفر بن المعتضد ، الذي تولى الخلافة عام ٢٩٥ ه / ٩٠٧ م ، عقب أخيه المكتفي ، وله ثلاث عشرة سنة ، ولم يل
__________________
(*) ترجم للسجستاني كلّ من : الدارقطني في المؤتلف والمختلف ٤ / ١٧٥٠ ـ ١٧٥١ ، وعبد الغني الأزدي في المؤتلف والمختلف ص ٩٨ ، والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ١٠ / ٣٧٤ وفي تلخيص المتشابه في الرسم ١ / ٤٣١ ، وابن ماكولا في الإكمال ٧ / ٥ ، والسمعاني في الأنساب ٨ / ٤٤٤ ـ ٨٤٥ ، وابن خير الإشبيلي في فهرسة ما رواه عن شيوخه ص ٦١ ـ ٦٣ ، وأبو البركات ابن الأنباري في نزهة الألباء ص ٢٣١ ، وابن نقطة في المستدرك ص ٧٠ ، وابن الأثير في اللباب في تهذيب الأنساب ٢ / ٣٣٨ ، وابن الأبار في معجمه ص ١٦٤ و ٢٨٠ ، والتجيبي في برنامجه ص ٤٨ ، والذهبي في سير أعلام النبلاء ١٥ / ٢١٦ ، وفي المشتبه ص ٤٦١ ، والصفدي في الوافي بالوفيات ٤ / ٩٥ ، وابن حجر في تبصير المنتبه ٣ / ٩٤٨ ، والسيوطي في بغية الوعاة ١ / ١٧١ ، والداودي في طبقات المفسّرين ٢ / ١٩٣ ، والزبيدي في تاج العروس ١٥ / ٢٢٨.
(١) السيوطي ، تاريخ الخلفاء : ٣٧٨.