المتوفّى في سنة ٣٩٢ ه (١) ، صاحب كتاب (الوساطة بين المتنبي وخصومه). كان قاضي جرجان ، وولي قضاء قضاة الرّيّ ، وكان من مفاخر جرجان. سمع الحديث الكثير ، وترقّى في العلوم حتى برع في الفقه والشّعر والنّحو وغير ذلك من العلوم.
وأكثر المصادر التي ترجمت لعبد القاهر الجرجانيّ لا تذكر غير شيخ واحد له هو : أبو الحسين ، محمد بن الحسن بن محمد بن عبد الوارث الفارسي ، المتوفّى في سنة ٤٢١ ه (٢) ، نزيل جرجان ، وابن أخت أبي علي الفارسيّ. أحد أعيان العلم والفضل ، وإمام النّحو بعد خاله الفارسيّ. ولم يأخذ عبد القاهر عن غيره ، «وكان يحكي عنه كثيرا ؛ لأنّه لم يلق شيخا مشهورا في علم العربيّة غيره ؛ لأنّه لم يخرج عن جرجان في طلب العلم ، وإنّما طرأ عليه أبو الحسين فقرأ عليه» (٣).
ج ـ تلاميذه :
رغم ما جاء في بعض مصادر ترجمة عبد القاهر الجرجانيّ من أنّه «لم يزل مقيما بجرجان يفيد الرّاحلين إليه والوافدين عليه» (٤) لا نجد في مصادر ترجمته إلا اسم تلميذ واحد من تلاميذه هو : عليّ بن أبي زيد محمد بن علي الفصيحيّ (ت ٥١٦ ه) (٥). وقد سمّي بالفصيحيّ لكثرة إعادته ودرسه كتاب (الفصيح) لثعلب. كان نحويّا حاذقا ، أخذ عن الشّيخ عبد القاهر الجرجانيّ ، ودرّس الأدب بالمدرسة النّظاميّة.
وقد تثقّف على الفصيحيّ جماعة ، وأخذوا ما أخذه من عبد القاهر (٦).
د ـ منزلته العلمية :
أصاب عبد القاهر الجرجانيّ حظّا عظيما من الشّهرة ، «وصار الإمام المشهور المقصود من جميع الجهات» (٧) ، وهو «أول من دوّن علم المعاني» (٨). وذاع صيت نظريّته في النّظم التي وضّح من خلالها علاقة النّحو بالبلاغة ، وأثارت آراؤه اهتمام المعنيّين بالدّراسات النّقديّة والبلاغيّة.
__________________
(١) ينظر في ترجمته : طبقات الشافعية ٢ / ١٦٠ ، والنجوم الزاهرة ٤ / ٢٠٥.
(٢) ينظر في ترجمته : نزهة الألباء ٢٥١ ، ومعجم الأدباء ١٨ / ١٨٦ ، وفيهما أنّه محمد بن الحسين ، ومعظم مصادر ترجمة عبد القاهر تذكر أنّه محمد بن الحسن ، ينظر : طبقات الشافعية الكبرى ٥ / ١٤٩ ، وطبقات الشافعية ٢ / ٢٥٢ ، وشذرات الذهب ٣ / ٣٤٠.
(٣) نزهة الألباء ٢٦٤.
(٤) إنباه الرواة ٢ / ١٨٩.
(٥) ينظر في ترجمته : نزهة الألباء ٢٧٤ ، وإنباه الرواة ٢ / ٣٠٦ ، والبلغة ١٦٣.
(٦) ينظر : نزهة الألباء ٢٧٤ ، ووفيات الأعيان ٣ / ٣٣٧.
(٧) طبقات الشافعية الكبرى ٥ / ١٤٩.
(٨) البلغة ١٢٦.