ثمّ كانت الحرب
وما الحرب إلا ما علمتم وذقتم |
|
وما هو عنها بالحديث المرجّم |
وبعد الحرب جاء الأصعب ، فالمصادر التي كانت قليلة أو نادرة صارت مفقودة أو ضائعة ، وإذا المكتبات دمّرت ، وإذا المراجع نهبت ، وإذا الكتب احترقت ، فلا نامت أعين التّتار.
وقد جاءت هذه الأطروحة في قسمين : أولهما للدّراسة ، وثانيهما للنص المحقّق. ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ الدّراسة انصبّت أساسا على ما له صلة باللّغة والنّحو والصّرف ، تاركا ما يتّصل بعلوم القرآن من تفسير وعلم كلام وحديث وفقه ، باتّفاق مع الأخ الفاضل الذي يحقّق الجزء الثّاني من الكتاب ، ليكون ذلك موضوع دراسته ، فتتكامل الدّراستان بعون الله.
وقد انقسمت الدراسة على أربعة فصول سبقتها مقدمة ، وتلتها خاتمة تضمّنت أهمّ النّتائج المستخلصة من البحث. واختصّ الفصل الأول من الدّراسة بالحديث عن الجرجانيّ والكتاب ، فجاء في مبحثين ، تحدّثت في الأول منهما عن الجرجانيّ ، حياته ، وشيوخه ، وتلاميذه ، ومنزلته العلميّة ، وآثاره ، وتحدّثت في المبحث الثاني عن كتاب (درج الدّرر في تفسير القرآن العظيم) ، اسمه وتوثيق نسبته إلى المؤلّف ، ومنهجه ، ومصادره ، وأهمّيته ، وما انفرد به من آراء وأقوال ، وختمت هذا المبحث بالحديث عن المآخذ التي سجّلتها على الكتاب.
وتحدّثت في الفصل الثاني عن موقف المؤلّف من أصول اللّغة والنّحو ، وجاء في ثلاثة مباحث ، تكلّمت في الأوّل منها على موقفه من الشّواهد ، وفي المبحث الثّاني عرضت موقفه من السّماع والقياس ، ثم بيّنت في المبحث الثّالث موقفه من الكوفيّين والبصريّين.
وفي الفصل الثالث تناولت الظّواهر اللّغوية والصّرفية في الكتاب ، فعرضت في المبحث الأول مجموعة من الظواهر اللغوية ، وفي المبحث الثاني مجموعة من الظواهر الصرفية.
وتكلمت في الفصل الرابع على نسخ الكتاب المخطوطة ومنهج التحقيق ، وقد ضمّ ثلاثة مباحث : أولها للحديث عن نسخ الكتاب المخطوطة ، وثانيها لبيان منهج التحقيق الذي اتّبعته ، وثالثها لشرح المصطلحات المستعملة في التحقيق.
وضمّ القسم الثاني من الأطروحة النصّ المحقّق من كتاب (درج الدّرر في تفسير القرآن العظيم) الذي يتناول تفسير عشر سور من القرآن الكريم هي : الفاتحة ، والبقرة ، وآل عمران ، والنّساء ، والمائدة ، والأنعام ، والأعراف ، والأنفال ، والتّوبة ، ويونس.
وبعد أن استقام هذا العمل على سوقه ، ودنا قطافه بإذن الله ، لا بدّ لي من أن أتقدّم بأصدق الشكر وأخلصه إلى الأستاذ عدنان سعد الدين الذي كان سببا في قبولي في الدراسات العليا ، وهو