لا يشهد عليه أحد سواه.
٦٧ ـ (وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوابٍ مُتَفَرِّقَةٍ) : تخوفا من العين. وقال جبريل عليهالسلام لنبينا عليهالسلام : يا محمد ، (١٦٩ و) صدّق بالعين ؛ فإنّ العين حق. (١)
٦٨ ـ (ما كانَ) : أبوهم.
(يُغْنِي عَنْهُمْ) : من قضاء الله وقدره شيئا بتحذيره إياهم العين.
(إِلَّا حاجَةً) : لكن تحذيره حاجة.
(فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضاها) : أمضاها ، وأظهرها. والحاجة : قضية النفس ، جمعه حوائج. وقيل : أصله حائجة. (٢)
(لِما عَلَّمْناهُ) : لتعليمنا إياه ، وللذي علّمناه من الأنبياء.
٦٩ ـ (آوى إِلَيْهِ أَخاهُ) : قيل : إن يوسف أقعدهم على مائدته ، وأخذ كل اثنين قصعة ، وجلس بنيامين وحيدا ، فسأله يوسف عن حاله؟ فقال : إني مصاب بأخي من أمي ، فبقيت فردا ، فرقّ عليه يوسف عليهالسلام ، وضمه إلى نفسه على المائدة ، [وقال](٣) : أنا وحيد مثلك ، ثم تعرف إليه ، وقال : لا تبتئس ، ولا تكتئب بصنيعهم إليّ ، فإن الله قد عصمني ، ونصرني ، فاستبشر بنيامين بقول أخيه ، وسكن إليه ، ولم يظهر ذلك على سائر إخوته ؛ لاستيحاشه. (٤)
٧٠ ـ (جَعَلَ السِّقايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ) : روي : أن بنيامين لما عرف يوسف ، ووجده بعد اليأس ، اشتد عليه فراقه ، وأحب المقام معه ، فطلب من يوسف أن يمسكه ، فقال له يوسف : قد علمت ما فيه أبونا من الحزن والغم ، ولا يمكنني حبسك إلا بأن أتهمك بما لا يحل. قال : لا أبالي بما اتهمتني به ، ولست براجع معهم ، وفكر (٥) يوسف في ذلك ، فألهمه الله تعالى هذه الحيلة ؛ ليتم قضاؤه في ابتلاء آل يعقوب. (٦)
و (السِّقايَةَ) : مكيال الملك ، عن مجاهد. وعن أبي عبيدة (٧) : مكيال كان يسمى : سقاية.
__________________
(١) هو جزء من حديث طويل ، ينظر : من حديث خيثمة ١ / ٢٠٤ ، وتاريخ دمشق ٢٤ / ٤٦١ ، وتفسير ابن كثير ٤ / ٥٢٨ ، وكنز العمال ١٠ / ١٠٨ ، عن علي بن أبي طالب.
(٢) ينظر : العين (عطو) ، ولسان العرب ٢ / ٢٤٢.
(٣) سواد في الأصل.
(٤) ينظر : المنتظم في تاريخ الملوك والأمم ١ / ٣١٦.
(٥) ع وأ : فذكر.
(٦) ينظر : اللباب في علوم الكتاب ١١ / ١٥٩ ـ ١٦٠ ، وقصص الأنبياء ١١٥.
(٧) معمر بن المثنى التيمي مولاهم ، البصري النحوي ، توفي سنة ٢١٠ ه. ينظر : مراتب النحويين ٤٤ ، والفهرست ٥٨ ، ونزهة الألباء ٨٤.