سورة الحج
مكية. وعن عطاء : إلا ثلاث آيات نزلن في ثلاثة من المؤمنين : حمزة وعليّ وعبيدة ، وثلاثة من الكافرين : عتبة وشيبة والوليد بن عتبة ، من قوله : (هذانِ خَصْمانِ ...) [الحج : ١٩]. (١) وعن ابن المبارك : الآيات قوله : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ عَلى حَرْفٍ ...) [الحج : ١١] الآيتان ، وقوله : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا ...) [الحج : ٧٧]. وعن الحسن وهمام ، وعن قتادة والمعدّل : أنّها مدنية إلا بعضها نزل في السفر. (٢) وقيل : بين مكة والمدينة.
وهي ست وسبعون آية في عدد أهل الحجاز. (٣)
بسم الله الرّحمن الرّحيم
١ ـ (يا أَيُّهَا النَّاسُ) : عن جابر بن عبد الله (٤) الأنصاري قال : بينما نحن نسير مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم في بعض المسير إذ نزلت عليه : (يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ)، فتفاجّت ناقة رسول الله عليهالسلام من ثقلها ، فنادى بها رسول الله صلىاللهعليهوسلم ثلاث مرّات ، ثم قال : يا أيّها الناس ، أتدرون أيّ يوم ذلك؟ فقلنا : الله ورسوله أعلم ، فقال (٥) : ذلك يوم يشيب فيه الصغير من غير كبر ، ويسكر فيه الكبير من غير شراب ، وتضع الحوامل ما في بطونها ، وينادي مناد (٦) : يا آدم ، ابعث بعثا من ذريّتك إلى النار ، فيقول آدم : من كلّ كم كم؟ فيقال : من كلّ ألف تسع مئة وتسعة وتسعين إلى النار ، وواحد إلى الجنّة ، قال : فشقّ ذلك على أصحابه مشقّة شديدة ، وحزنوا له ، فلمّا نزلوا راحوا إلى النبيّ عليهالسلام كأنّما على رؤوسهم الطير من هول ما سمعوا في مسيرهم ، فقالوا : يا رسول الله ، ما نزل فيما مضى أشدّ ممّا نزل عليك في مسيرك هذا ، فلمّا رأى رسول الله مشقّة ذلك عليهم قال : أيسرّكم أن تكونوا
__________________
(١) ينظر : البيان في عد آي القرآن ١٧٩ إلا أنه قال : أربع آيات ، وزاد المسير ٥ / ٢٩٤ ، والناسخ والمنسوخ للكرمي ١ / ١٤٢.
(٢) ينظر : مجمع البيان للطبرسي ٧ / ٩٧ عن الحسن ، وتفسير أبي السعود ٦ / ٩١ من غير نسبة.
(٣) في البيان في عد آي القرآن ١٨٩ ، وفنون الأدب؟؟؟ / ١٤٤ ، وجمال القراء ٢ / ٥٤٣ ـ ٥٤٤ : هذا عدد أهل المدينة الأول والأخير ، أما المكي فهو سبع وسبعون آية ، وعدد أياتها في الكوفي سبعون وثمان ، وفي البصري سبعون وخمس ، وفي الشامي أربع.
(٤) (بن عبد الله) ، ساقطة من ع.
(٥) ع : قال.
(٦) الأصول المخطوطة : منادي.