من الآية تحريم الحرائر بعد التّسع ، ثمّ شاهدت من سنّته ما استدلّت (١) به على نسخ الآية بالسّنة.
٥٣ ـ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ) : عن أنس بن مالك قال : تزوّج رسول الله صلىاللهعليهوسلم فدخل بأهله ، فصنعت ، أي : أمّ سليم ، حيسا ، فجعلته في تور ، فقالت : يا أنس ، اذهب بهذا إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقل له : وجّهت بهذا إليك أمّي ، وهي تقرئك السّلام ، وتقول : إنّ هذا لك منّا قليل ، قال : فذهبت إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقلت : إنّ أمّي تقرئك السّلام ، وتقول : إنّ هذا لك منّا قليل ، فقال : «ضعه» ، ثمّ قال : «اذهب فادع فلانا وفلانا ومن لقيت» ، وسمّى رجالا ، فدعوت من سمّى ومن لقيت ، قال : قلت لأنس : كم عددا كانوا؟ قال : زهاء ثلاث مئة ، قال : فقال رسول الله : «يا أنس ، هات التّور» ، قال : فدخلوا حتى امتلأت الصّفّة والحجرة ، فقال رسول الله : «ليتحلّق عشرة عشرة ، وليأكل كلّ إنسان ممّا يليه» ، قال : فأكلوا حتى شبعوا ، قال : فخرجت طائفة ، ودخلت طائفة حتى أكلوا كلّهم ، قال : قال : «يا أنس ، ارفع» ، قال : رفعت فما أدري حين وضعت كان أكثر أم حين رفعت ، قال : وجلس طوائف منهم يتحدّثون في بيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ورسول الله (٢) جالس وزوجته مولّية وجهها إلى [الحائط](٣) ، فثقلوا على رسول الله ، فخرج رسول الله صلىاللهعليهوسلم فسلّم على نسائه ، ثمّ رجع ، فلمّا رأوا رسول الله صلىاللهعليهوسلم قد رجع (٤) ظنّوا أنّهم ثقّلوا عليه ، قال : فابتدروا الباب ، فخرجوا كلّهم ، وجاء رسول الله صلىاللهعليهوسلم حتى أرخى السّتر ودخل ، فأنا جالس في الحجرة ، فلم يلبث إلا يسيرا حتى خرج عليّ ، وأنزلت عليه هذه الآية ، فخرج رسول الله صلىاللهعليهوسلم وقرأها على النّاس ، قال أنس : (٢٦٨ ظ) أنا أحدث النّاس عهدا بهذه الآيات ، وحجبن نساء النّبيّ. (٥)
(وَلا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ) : في محلّ الخفض معطوفا على قوله : (غَيْرَ ناظِرِينَ إِناهُ)
وعن عائشة قالت : كنت آكل أنا ورسول الله صلىاللهعليهوسلم حيسا في قعب ، فمرّ عمر بن (٦) [الخطاب](٧) ، فدعاه رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فأكل معنا ، فأصابت أصبعه أصبعي ، فقال : أوّه لو أطاع فيكون ما رأتكنّ عين ، فنزل الحجاب (٨).
__________________
(١) ك : استدليت.
(٢) (ورسول الله) ، غير موجود في ع وأ.
(٣) بياض في الأصول المخطوطة ، وهي زيادة من سنن الترمذي.
(٤) الأصل وك : رجعوا ، وع : ردحوا ، وأ : رفعوا. والصواب ما أثبت. ينظر مصادر التخريج.
(٥) أخرجه مسلم في الصحيح (١٤٢٨) ، والترمذي في السنن (٣٢١٨).
(٦) ساقطة من ع.
(٧) زيادة من كتب التخريج.
(٨) أخرجه البخاري في الأدب المفرد (١٠٥٣) ، والنسائي في الكبرى (١١٤١٩) ، والطبراني في الأوسط (٢٩٤٧).