سورة الصافّات
مكيّة. (١)
وهي مئة واثنتان وثمانون آية في غير عدد أهل البصرة. (٢)
بسم الله الرّحمن الرّحيم
١ ـ (وَالصَّافَّاتِ صَفًّا) : للعرب طريقة في القسم بالأشياء الكريمة عندهم ، العزيزة عليهم من غير ضرورة ، يريدون بذلك تأكيد أخبارهم ، وأن يبلغ كلامهم من المخاطبين كلّ مبلغ ، فأقسم الله لتأكيد الأمر وتفخيمه بأنفس صافّات ، وأنفس زاجرات ، وأنفس تاليات من خلقه ، فذهب أكثر المفسّرين إلى أنّها الملائكة (٣) ، فإن كان كذلك فال (تا) للمبالغة ، كما في علّامة ونسّابة ، والصّافّات من الملائكة هم الذين في صفوف الصّلاة (٤).
٢ ـ (فَالزَّاجِراتِ) : هم الذين يزجرون السّحاب بإذن الله ، (٥) والزّجر كالنّهي والرّدّ ، والازدجار افتعال منه (٦).
٣ ـ و (التاليات) : هم الذين يتلون رسالات الله على أنبيائه عليهمالسلام. (٧) [ ...](٨)
٥ ـ (وَرَبُّ الْمَشارِقِ) : مشارق النّجوم ، ومشارق الشّمس على حدتها ، فإنّها تطلع كلّ يوم من مشرق آخر. (٩)
٨ ـ (لا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلى) : قال الفرّاء : معنى (لا) يجمعناها (١٠) في قوله : (فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ (١٢) لا يُؤْمِنُونَ بِهِ) [الحجر : ١٢ ـ ١٣] ، ولو كان في موضع (لا) (١١) (أن)
__________________
(١) تفسير غريب القرآن ٣٦٩ ، وزاد المسير ٦ / ٢٩٦ ، وإتحاف فضلاء البشر ٤٧١.
(٢) وعدد آياتها عند أهل البصرة مئة وثمانون آية. ينظر : جمال القراء ٢ / ٥٣٩ ، وإتحاف فضلاء البشر ٤٧١.
(٣) ينظر : تفسير الصنعاني ٣ / ١٤٧ عن قتادة ، وتفسير ابن أبي حاتم (١٨١٢٧) عن ابن مسعود ، وتفسير الماوردي ٣ / ٤٠٤ عنهما وغيرهما.
(٤) ينظر : غريب القرآن للسجستاني ٣٠١ ، وتفسير السمرقندي ٣ / ١٢٨.
(٥) ينظر : تفسير الطبري ١٠ / ٤٦٧ ، وتفسير الماوردي ٣ / ٤٠٤ ، والتبيان في تفسير غريب القرآن ٣٥١ ، والتبيان في أقسام القرآن ٢٧١.
(٦) ينظر : لسان العرب ٤ / ٣١٨ ، والكليات ٩٠٣.
(٧) ينظر : تفسير ابن أبي حاتم (١٨١٢٩) عن أبي صالح ، وزاد المسير ٦ / ٢٩٧ ، عن ابن مسعود والجمهور ، والدر المنثور ٧ / ٧٠.
(٨) جاء في حاشية الأصل : ((فَالتَّالِياتِ ذِكْراً (٣)) : هم الصبيان يتلون في الكتاب من الغدو والعشية).
(٩) ينظر : تفسير الطبري ١٠ / ٤٦٩ عن السدي وقتادة ، وتفسير ابن أبي حاتم (١٨٩٩٢) عن ابن عباس و (١٨١٣١) عن السدي ، والدر المنثور ٧ / ٧٠ عن ابن عباس.
(١٠) هكذا في الأصول المخطوطة ، وعند الفراء : كقوله.
(١١) ساقطة من ع.