العدد البصري : هو ما يرويه عطاء بن يسار وعاصم الجحدري ، وهو منسوب بعد إلى أيوب بن المتوكل ، وعدد آي القرآن عنده ٦٢٠٤.
العدد الكوفي : هو ما يرويه حمزة وسفيان عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه (بوساطة) ثقات ذوي علم وخبرة ، وهذا العدد الذي اشتهر بالعدد الكوفي ، فيكون لأهل الكوفة عددان : أحدهما مروي عن أهل المدينة ، وهو المدني الأول ، السابق ذكره ، وثانيهما : ما يرويه حمزة وسفيان ، كما تقدم. والحاصل أن ما يروى عن أهل الكوفة موقوفا على أهل المدينة فهو المدني الأول ، وما يروى عنهم موصولا إلى علي بن أبي طالب فهو المنسوب إليهم ، وعدد آي القرآن فيه ٦٢٣٦». (١)
وهناك أمثلة كثيرة ذكرها المؤلف في مطلع كل سورة من سور القرآن نذكر أمثلة على ذلك :
أولا ـ في مطلع سورة هود عليهالسلام يذكر أن عدد آياتها هو : «مئة واثنتان وعشرون آية عند أهل المدينة والشام» (٢). مما يدل على أنه يتبنى هذا القول ، إذ لم يذكر بقية العادّين لآيات هذه السورة ، كما أنه لم يبين أن العدد المدني هو العد الأول أو الأخير ، مما يشكل أنه هذا العدد للمدني الأول والأخير ، لكن في كتاب البيان في عد آي القرآن يوضح أن هذا العدد الذي ذكره هو العد المدني الأول والشامي ، أما العدد المدني الأخير والمكي والبصري لهذه السورة هو (مئة وإحدى وعشرون آية).
وكذلك سورة الإسراء يذكر أن عدد آياتها هو «مئة وعشر آيات في غير عدد أهل الكوفة» (٣) ، ولم يذكر كم عدد آياتها عند أهل الكوفة الذي هو مئة وإحدى عشرة آية.
ثانيا ـ هناك بعض السور يذكر عددها وأنه لا خلاف في هذا العدد كما في سورة يوسف ، فيقول : «مئة وإحدى عشرة آية بلا اختلاف» (٤) ، وكذلك سورة الفرقان (٥).
ثالثا ـ وبعض السور يذكر العد الحجازي فقط ، وهو العدد الذي يشمل العدد المدني الأول والأخير والمكي ، وكأنه يتبنى هذا العدد أو يميل إليه ، ففي سورة الرعد يذكر أنها «أربع وأربعون آية حجازي» (٦) ، وسورة الكهف «مئة وخمس آيات في عدد أهل الحجاز» (٧) ، إلى غير ذلك من السور.
رابعا ـ وسور أخرى يذكر عدد آياتها من غير أن يبين أنه لا اختلاف فيه ، أو هو لعدد معين ، كما نجد ذلك في سورة الحجر إذ يقول : «وهي تسع وتسعون آية» (٨). وسورة النحل «مئة
__________________
(١) الفوائد الحسان في عد آي القرآن ٢٤ ـ ٢٧ ، والبيان في عد آي القرآن ص ح وط.
(٢) درج الدرر ١.
(٣) درج الدرر ١٣٧.
(٤) درج الدرر ٣٥.
(٥) درج الدرر ٣٥٩.
(٦) درج الدرر ٧٢.
(٧) درج الدرر ١٨٥.
(٨) درج الدرر ٩٨.