مقدّمة التحقيق
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أتحف العالم العلم وزيّن به العلماء ، والصلاة والسلام على أشرف خلقه مُحَمَّد خاتم الأنبياء ، وعلى آله الطيبين الطاهرين الأتقياء ، وبعد :
فقد دأب علماؤنا الأعلام ـ من خلال مواكبتهم للعلم ـ على الانكباب على بعض الكتب الدراسية وغيرها ، بين درس وتدريس ، وشرح وتعليق ، وحاشية وفهرسة وتبويب ، إلى ما يطول سرده ، والشواهد على ذلك كثيرة نعيشها صباح مساء بالرواية والدراية في الزمن الغابر والحاضر.
والكتاب الذي بين أيدينا ، هو عبارة عن شرحٍ لمقدّمة أحد الكتب الدراسية المعروفة ، فمعالم الأُصول كتاب تناوله طلّاب العلم بالاهتمام الذي قلّ نظيره ، فكان له الحظ الوافر من بين تلك الكتب ، شرحاً له وتعليقاً.
وكتابنا (تحفة العالم) اسم على مسمّى ، موسوعة تاريخية ، رجالية ، حديثية ، ... ، تظهر فيها موسوعة مؤلّفها العلمية وتضلُّعه في الكتب والأسفار ، كما يظهر ولاؤه أيضاً من خلاله تناوله سيرة الأئمة عليهمالسلام في مساحة شغلت أكثر من نصف الكتاب بالتحقيق والتدقيق ورفع الشبهات ، وحتى لا نطيل الكلام على القارئ العزيز ؛ أترك له التعرّف على الكتاب بمطالعته ، بعد ما أقدّم له ـ كما هو المتعارف في فن تحقيق الكتب التراثية ـ مقدّمة أُعرّف فيها المؤلّف والمؤلَّف تباعاً :