(وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِما يَقُولُونَ (٩٧))
ثم قال الله تعالى (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِما يَقُولُونَ) [٩٧] من الاستهزاء والتكذيب والطعن بك بالقرآن.
(فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ (٩٨))
(فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ) أي صل حامدا ربك ولا تشغل قلبك بهم أو قل سبحانك والحمد لله أو تضرع إليه في الشدائد (وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ) [٩٨] أي المصلين المتواضعين يكشف عنك الغم ، قيل : كان رسول الله عليهالسلام إذا حزبه أمر فزع إلى الصلوة (١).
(وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ (٩٩))
(وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ) [٩٩] أي استقم على التوحيد وكل ما أمرت من العبادة حتى يحضرك الموت الموقن وهذا كقول عيسي (وَأَوْصانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ ما دُمْتُ حَيًّا)(٢) ، قال عليهالسلام : «ما أوحي إلي أن أجمع المال وأكون من التاجرين ولكن أوحي إلي أن سبح بحمد ربك وكن من الساجدين واعبد ربك حتى يأتيك اليقين» (٣).
__________________
(١) روى أحمد بن حنبل حديثا في هذا الموضوع ، ٥ / ٣٨٨ ؛ وانظر أيضا البغوي ، ٣ / ٤١٥.
(٢) مريم (١٩) ، ٣١.
(٣) انظر السمرقندي ، ٢ / ٢٢٦ ؛ والبغوي ، ٣ / ٤١٦. ولم أعثر عليه في كتب الأحاديث الصحيحة التي راجعتها.