(إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ مِنَ الْقَوْلِ وَيَعْلَمُ ما تَكْتُمُونَ (١١٠))
(إِنَّهُ) أي قل لهم إن الله (يَعْلَمُ الْجَهْرَ) أي العلانية (مِنَ الْقَوْلِ) أي من كلام مكذبي القرآن وطاعني الإسلام منكم (وَيَعْلَمُ) كذلك (ما تَكْتُمُونَ) [١١٠] أي ما تسرون في صدوركم من الطعن والحقد للمسلمين وهو يجازيكم عليه.
(وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ (١١١))
(وَإِنْ) أي ما (أَدْرِي لَعَلَّهُ) أي لعل تأخير العذاب عنكم في الدنيا (فِتْنَةٌ) أي بلية (لَكُمْ) قيل : نزل حين قالوا لو كان التوحيد حقا لنزل بنا العذاب (١) ، فقال صلىاللهعليهوسلم : «لا أعلم متى يحل لكم العذاب لعل تأخيره بلاء لكم لينظر كيف تعملون» (٢)(وَمَتاعٌ) أي تمتيع وتبليغ لكم (إِلى حِينٍ) [١١١] أي إلى انقضاء آجالكم ليكون ذلك حجة عليكم.
(قالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ وَرَبُّنَا الرَّحْمنُ الْمُسْتَعانُ عَلى ما تَصِفُونَ (١١٢))
(قالَ) أمر ، وقرئ «قال» (٣)(رَبِّ احْكُمْ) إخبارا ، أي قال النبي صلىاللهعليهوسلم : «يا رب افصل بيني وبين مكذبي» (٤)(بِالْحَقِّ) أي العذاب أو بالعدل أو بالنصر ، لأنه كان قد وعد بالنصر ، ووعده تعالى حق ، فعذبوا ببدر ونصر عليهم (وَرَبُّنَا الرَّحْمنُ) أي العاطف على خلقه بالرزق (الْمُسْتَعانُ) أي الذي استعين به (عَلى ما تَصِفُونَ) [١١٢] بالياء والتاء (٥) ، أي تقولون من الشرك ونسبة الولد إليه تعالى عنه ، يعني يطلب منه العون والنصرة على إهلاكهم بسبب وصفهم إياه بما لا يليق به تعالى.
__________________
(١) نقله عن السمرقندي ، ٢ / ٣٨٢.
(٢) ولم أعثر عليه في كتب الأحاديث الصحيحة التي راجعتها.
(٣) «قال» : قرأ حفص بفتح القاف واللام وألف بينهما ، والباقون بضم القاف وإسكان اللام من غير ألف. البدور الزاهرة ، ٢١٣.
(٤) انظر البغوي ، ٤ / ٩٢. ولم أعثر عليه في كتب الأحاديث المعتبرة التي راجعتها.
(٥) أخذ المفسر هذه القراءة عن الكشاف ، ٤ / ٧٤.