سورة الطور
مكية
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
(وَالطُّورِ (١))
قوله (وَالطُّورِ) [١] قسم وهو جبل في اللغة السريانية ، والمراد به الجبل الذي كلم الله عليه موسى عليهالسلام بمدين واسمه زبير.
(وَكِتابٍ مَسْطُورٍ (٢) فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ (٣))
(وَكِتابٍ مَسْطُورٍ) [٢] أي مكتوب (فِي رَقٍّ) أي جلد (مَنْشُورٍ) [٣] أي مفتوح يقرأ وهو القرآن أو الذي كتب لموسى من التورية أو اللوح المحفوظ أو الذي كتب فيه أعمال بني آدم (١) يقرؤنه يوم القيامة مفتوحا.
(وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ (٤))
(وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ) [٤] وهو البيت الذي في السماء الثالثة حيال الكعبة معمور بالملائكة ، لأنه يحجه كل يوم سبعون ألف ملك ولا يعودون إليه أبدا ، وقيل : هو الكعبة لعمارتها بالحجاج والعمار والمجاورين (٢) ، وقيل : كان بيت أنزله الله تعالى بمكة من ياقوتة يطوف به آدم وذريته من بعده إلى زمان الطوفان ، فرفع إلى السماء وهو البيت المعمور وطوله كما بين السماء والأرض (٣).
(وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ (٥) وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ (٦) إِنَّ عَذابَ رَبِّكَ لَواقِعٌ (٧) ما لَهُ مِنْ دافِعٍ (٨))
(وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ) [٥] وهو العرش أو السماء ، (وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ) [٦] أي المحمى بالنار ، من سجرت التنور إذا أحميته أو المملو تحت العرش وهو بحر الحيوان يمطر منه على الموتى بعد النفخة الأخيرة فينبتون في قبورهم ، وواو القسم ما في (وَالطُّورِ) ، والباقي للعطف ، وجواب القسم (إِنَّ عَذابَ رَبِّكَ لَواقِعٌ) [٧] أي نازل (ما لَهُ مِنْ دافِعٍ) [٨] أي ليس له من يدفعه إذا نزل بمستحقه.
(يَوْمَ تَمُورُ السَّماءُ مَوْراً (٩))
قوله (يَوْمَ تَمُورُ) ظرف ل «واقع» أو ل (دافِعٍ) ، أي في يوم تدور (السَّماءُ) بأهلها (مَوْراً) [٩] أي دورا بحيث يموج بعضهم في بعض (٤) من الخوف.
(وَتَسِيرُ الْجِبالُ سَيْراً (١٠) فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (١١))
(وَتَسِيرُ الْجِبالُ) عن أماكنها (سَيْراً) [١٠] بحيث تصير هباء منثورا على وجه الأرض لهول ذلك اليوم (فَوَيْلٌ) أي شدة العذاب (يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ) [١١] الرسل.
__________________
(١) بني آدم ، وي : الخلائق ، ح.
(٢) هذا القول منقول عن الكشاف ، ٦ / ٤٠.
(٣) أخذه المؤلف عن السمرقندي ، ٣ / ٢٨٢.
(٤) بعض ، وي : بعضهم ، ح.