سورة القمر
مكية
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
(اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (١))
(اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ) أي قرب قيامها وهي القيامة (وَ) قد (انْشَقَّ الْقَمَرُ) [١] لأن خروج النبي عليهالسلام ودعواه النبوة من علامات الساعة ، وعلامة صحة نبوته انشقاق القمر ، وذلك حين سأل كفار قريش علامة لنبوته فانشق القمر بنصفين على عهده باشارته (١) ، روي عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال : «رأيت جبل حراء بين فلقتي القمر» (٢) ، والفلقة الشقة.
(وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ (٢))
(وَإِنْ يَرَوْا) أي قريش (آيَةً) أي علامة من علامات الله الدالة على معجزة محمد عليهالسلام كانشقاق القمر (يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا) هذا (سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ) [٢] أي مصنوع قوي ، من المرة ، وهي (٣) القوة أو دائم.
(وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ (٣))
(وَكَذَّبُوا) النبي عليهالسلام أو الآية (وَاتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ) في الباطل وهو الشرك (وَكُلُّ أَمْرٍ) من الخير والشر (مُسْتَقِرٌّ) [٣] بأهله ، أي عمل الجنة يستقر لهم وعمل أهل النار يستقر لهم أو أمر محمد عليهالسلام لا بد أن يستقر على غاية يظهر لهم أنه حق أو باطل.
(وَلَقَدْ جاءَهُمْ مِنَ الْأَنْباءِ ما فِيهِ مُزْدَجَرٌ (٤))
(وَلَقَدْ جاءَهُمْ) أي جاء (٤) أهل مكة (مِنَ الْأَنْباءِ) أي من أخبار الأمم المتقدمة (ما)(٥) أي الخبر الذي (٦)(فِيهِ مُزْدَجَرٌ) [٤] أي ازدجار بمعنى (٧) الزجر في نفسه موضع ازدجار ، يعني مظنة (٨) نهي بغلظة عن الشرك والمعصية ، وهو القرآن ، يقال زجرته وازدجرته إذا نهيته.
(حِكْمَةٌ بالِغَةٌ فَما تُغْنِ النُّذُرُ (٥))
(حِكْمَةٌ بالِغَةٌ) بدل من «ما» أو خبر مبتدأ محذوف ، أي هو حكمة وثيقة وهي علم كامل وبيان شاف يهدي إلى الطريق الذي يؤدي إلى رضاء الله ورحمته (فَما تُغْنِ النُّذُرُ) [٥] أي لا ينفعهم الرسل المنذرون عند نزول العذاب إذا لم يؤمنوا بهذه الحكمة البالغة.
__________________
(١) عن أنس بن مالك ، انظر الكشاف ، ٦ / ٥٤ ؛ وانظر أيضا السمرقندي ، ٣ / ٢٩٧.
(٢) انظر السمرقندي ، ٣ / ٢٩٧ ؛ والكشاف ، ٦ / ٥٤.
(٣) وهي ، ح و : وهو ، ي.
(٤) أي جاء ، وي : ـ ح.
(٥) نفسه موضع ازدجار يعني مظنة ، + ي.
(٦) أي الخبر الذي ، ح و : ـ ي.
(٧) الذي فيه أي الخبر الذي ، + ي.
(٨) الزجر في نفسه موضع ازدجار يعني مظنة ، ح و : ـ ي.