(وَلَقَدْ أَهْلَكْنا أَشْياعَكُمْ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (٥١))
(وَلَقَدْ أَهْلَكْنا أَشْياعَكُمْ) أي أشباهكم في الكفر والتكذيب ممن قبلكم من الأمم حين كذبوا الرسل (فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ) [٥١] أي معتبر يتعظ فيعلم أن ذلك حق ويخاف ويؤمن.
(وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ (٥٢) وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ (٥٣))
قوله (وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ) مبتدأ ، خبره (فِي الزُّبُرِ) [٥٢] أي كل شيء عمله العباد من خير وشر ثابت في الكتاب (١) ، يعني في دواوين الحفظة يحصي عليهم (وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ) من الذنب (مُسْتَطَرٌ) [٥٣] أي مكتوب في اللوح المحفوظ لا يفوت منه شيء.
(إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ (٥٤))
(إِنَّ الْمُتَّقِينَ) من الشرك والعمصية (فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ) [٥٤] أي في بساتين وأنهار جارية ، يسكنونها ويشربون من نهرها الماء واللبن والعسل والخمر واكتفى باسم الجنس لرعاية الفاصلة.
(فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ (٥٥))
قوله (فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ) بدل من الخبر ، أي في مسكن طيب يستحسنه القلوب وترتضيه ، فأي منزلة أكرم من تلك المنزلة الجامعة كلها ، قوله (٢)(عِنْدَ مَلِيكٍ) حال ، أي مقربين عند عزيز الملك واسعة (مُقْتَدِرٍ) [٥٥] أي قادر على الثواب والعقاب وغيرهما ، وتنكيرهما للتعظيم.
__________________
(١) الكتاب ، وي : الزبر ، ح.
(٢) قوله ، وي : ـ ح.