(تَرْجِعُونَها إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٨٧))
فقوله (تَرْجِعُونَها) جواب «لو لا» الأولى ، يعني هلا تردون الروح إلى الجسد عند بلوغه الحلقوم بشرط كونكم غير مبعوثين في زعمكم (إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) [٨٧] فيما تدعون أن ليس ... ثم قابض للروح (١) وباعث بعد الموت.
(فَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ (٨٨) فَرَوْحٌ وَرَيْحانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ (٨٩))
قوله (فَأَمَّا إِنْ كانَ) بيان أحوال الأصناف الثلاثة التي ذكرت في أول السورة ، أي إن كان الميت (مِنَ الْمُقَرَّبِينَ) [٨٨] أي السابقين إلى رحمته تعالى (فَرَوْحٌ) أي فله استراحة من كل تعب ، وروي بضم الراء (٢) ، أي حيوة طيبة دائمة (وَرَيْحانٌ) أي رزق دائم أو هو ما يشم بعينه ، وقيل : الروح النجاة من النار والريحان دخول دار القرار (٣)(وَجَنَّةُ نَعِيمٍ) [٨٩] لا انقطاع لها.
(وَأَمَّا إِنْ كانَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ (٩٠) فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ (٩١) وَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ (٩٢))
(وَأَمَّا إِنْ كانَ) المتوفى (مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ [٩٠] فَسَلامٌ) أي فيقال له عند الموت ، وفي القبر وعلى الصراط وعند الميزان سلام (لَكَ) يا صاحب اليمين (مِنْ) إخوانك (أَصْحابِ الْيَمِينِ) [٩١] يعني إخوانك يسلمون عليك فيكون السّلام بشارة له أنه من أهل الجنة (وَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ) بالبعث (الضَّالِّينَ) [٩٢] عن الهدى.
(فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ (٩٣) وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ (٩٤) إِنَّ هذا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ (٩٥))
(فَنُزُلٌ) أي فله نزل ، يعني ما يعد للنازل بالمكان (مِنْ) شراب (حَمِيمٍ [٩٣] وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ) [٩٤] أي دخولها وهي ما عظم من النار (إِنَّ هذا) أي الذي ذكر من خبر القرآن (لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ) [٩٥] أي لحقيقة (٤) اليقين الذي هو علم بلا شك لا خلف فيه.
(فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (٩٦))
(فَسَبِّحْ) أي فيا محمد أنت سبح (بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ) [٩٦] بقولك سبحان الله العظيم أو نزهه عما يقول المشركون من الشرك والسوء ، قال النبي صلىاللهعليهوسلم : «من قال سبحان الله العظيم وبحمده غرست له نخلة في الجنة» (٥) ، وعنه عليهالسلام : «من قرأ سورة الواعقة ليلا ونهارا لم تصبه فاقة أبدا» (٦) ، يعني فقرا.
__________________
(١) إلى الجسد ، + ح.
(٢) «فروح» : قرأ رويس بضم الراء ، وغيره بفتحها. البدور الزاهرة ، ٣١٣.
(٣) ولم أجد له أصلا في المصادر التفسيرية التي راجعتها.
(٤) لحقيقة ، وي : حقيقة ، ح.
(٥) روى ابن ماجة نحوه ، الأدب ٥٦ ؛ وانظر أيضا البغوي ، ٥ / ٣٠٥.
(٦) انظر السمرقندي ، ٣ / ٣٢٠ ؛ والبغوي ، ٥ / ٣٠٥. ولم أعثر عليه في كتب الأحاديث الصحيحة التي راجعتها.