(فَاتَّقُوا اللهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْراً لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (١٦))
قوله (فَاتَّقُوا اللهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ) نسخ قوله (٢) ، أي اتقوه على قدر طاقتكم (وَاسْمَعُوا) ما أمرتم به سماع قبول (وَأَطِيعُوا) الله ورسوله (وَأَنْفِقُوا) المال في سبيله وآتوا (خَيْراً لِأَنْفُسِكُمْ) وافعلوا ما هو خير لها وأنفع ، وهو تأكيد للحث على امتثال هذه الأمور ، ثم زاد ذلك بقوله (وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ) أي يدفع البخل عن نفسه (فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) [١٦] بدخول الجنة.
(إِنْ تُقْرِضُوا اللهَ قَرْضاً حَسَناً يُضاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ (١٧))
(إِنْ تُقْرِضُوا اللهَ قَرْضاً حَسَناً) أي صادقا من قلوبكم ، فيه تلطف من الله في طلب الصدقات للفقراء بوجه يرغب في الإعطاء عن طيبة نفس من غير ضرر مع أنه مولى وهم عبيده (يُضاعِفْهُ) أي الله يضاعف القرض (لَكُمْ) أي (٣) يعطي للواحدة عشرا إلى ما لا يحصى (وَيَغْفِرْ لَكُمْ) ذنوبكم (وَاللهُ شَكُورٌ) يقبل منكم اليسير ويعطي لكم (٤) الجزيل (حَلِيمٌ) [١٧] لا يعاجل بعقوبة المسيء والبخيل.
(عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (١٨))
(عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ) أي عالم بالملك والملكوت (الْعَزِيزُ) أي الغالب في ملكه (الْحَكِيمُ) [١٨] في أمره وفعله.
__________________
(١) آل عمران (٣) ، ١٠٢.
(٢) هذا الرأي مأخوذ عن البغوي ، ٥ / ٣٩٧ ـ ٣٩٨ ؛ وانظر أيضا هبة الله بن سلامة ، ٩٣.
(٣) أي ، ح : ـ وي.
(٤) لكم ، وي : ـ ح.