الضرب إلى قفاه وهو لا يبصر السيف (ثُمَّ لَقَطَعْنا مِنْهُ الْوَتِينَ) [٤٦] أي وتينه وهو عرق يتعلق به القلب إذا انقطع مات صاحبه ، يعني لأهلكناه من ساعة.
(فَما مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حاجِزِينَ (٤٧) وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ (٤٨))
(فَما مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حاجِزِينَ) [٤٧] أي ليس أحد منكم عن قبل محمد عليهالسلام مانعين من عذابه تعالى ، فالضمير في (عَنْهُ) لرسول الله عليهالسلام (١) ، ويجوز أن يكون للقتل ، أي لا يقدر أحد منكم أن يحجزه عن قتله ويدفعه عنه وجمع حاجزين في وصف أحد ، لأن (أَحَدٍ) هنا في معنى الجمع ، وهو يستعمل في النفي العام مستويا فيه الواحد والجمع والمذكر والمؤنث (وَإِنَّهُ) أي القرآن (لَتَذْكِرَةٌ) أي عظة (لِلْمُتَّقِينَ) [٤٨] أي للذين يخافون الشرك والمعاصي.
(وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ (٤٩))
ثم أوعد على التكذيب بقوله (وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ) أيها الناس (مُكَذِّبِينَ) [٤٩] بالقرآن ومنكم مصدقين به.
(وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكافِرِينَ (٥٠) وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ (٥١))
(وَإِنَّهُ) أي القرآن والإيمان به (لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكافِرِينَ) [٥٠] أي لندامة عليهم ، إذا رأوا ثواب المصدقين به وعقاب المكذبين (وَإِنَّهُ) أي القرآن (لَحَقُّ الْيَقِينِ) [٥١] أي لحقيقة اليقين ومحضه ، إذ لا يمكن كذب متكلمه.
(فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (٥٢))
(فَسَبِّحْ) أي نزه يا محمد باللسان (بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ) [٥٢] أي بذكر اسم ربك الكبير عما يقولون من الشريك (٢) والولد أو قل سبحان الله أو صل لله تعالى ، والباء زائدة مع الاسم.
__________________
(١) لرسول الله عليهالسلام ، وي : للرسول ، ح.
(٢) الشريك ، وي : الشرك ، ح.