سورة المرسلات
مكية
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
(وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفاً (١))
(وَالْمُرْسَلاتِ) أي بحق الملائكة التي أرسلت (عُرْفاً) [١] للإحسان لمن آمن بالله تعالى بالانتقام له من الكفار أو أرسلت لأمر الله بالمعروف ، ف «عرفعا» مفعول له أو أرسلت متتابعة كشعر عرف الفرس يتلو بعضهم بعضا فهو نصب على الحال.
(فَالْعاصِفاتِ عَصْفاً (٢) وَالنَّاشِراتِ نَشْراً (٣))
(فَالْعاصِفاتِ) أي الملائكة التي تعصف ، أي تسرع روح الكافر إلى النار بعد القبض (عَصْفاً) [٢] أي إسراعا شديدا ، الفاء لتعقيب العصف بالإرسال ، أي أرسلهن بأوامره فعصفن في مضيها (وَالنَّاشِراتِ) أي الملائكة التي تنشر كتب الأعمال يوم البعث (نَشْراً) [٣] لأربابها.
(فَالْفارِقاتِ فَرْقاً (٤) فَالْمُلْقِياتِ ذِكْراً (٥))
(فَالْفارِقاتِ) أي الملائكة التي تفرق بين الحق والباطل والحلال والحرام (فَرْقاً) [٤] بالوحي ، وكذلك الفاء ف ي «الفارقات» ، أي نشرن ففرقن (فَالْمُلْقِياتِ ذِكْراً) [٥] أي الملائكة التي تلقي الذكر إلى الأنبياء ، ف (ذِكْراً) مفعول به.
(عُذْراً أَوْ نُذْراً (٦) إِنَّما تُوعَدُونَ لَواقِعٌ (٧))
قوله (عُذْراً أَوْ نُذْراً) [٦] بسكون الذال وضمها فيهما (١) مفعول لهما ، أي إعذارا للمحقين أو إنذارا للمبطلين ، وكذا الفاء ف ي «الملقيات» ، أي فرقن فالقين ، المعنى : أنه تعالى أقسم بالملائكة المذكورة العظيمة الشأن أن وعده حق ، فجواب القسم (إِنَّما تُوعَدُونَ لَواقِعٌ) [٧] أي الذي توعدونه يا كفار مكة من البعث والجزاء الكائن (٢) نازل بكم فآمنوا قبل وقوعه.
(فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ (٨) وَإِذَا السَّماءُ فُرِجَتْ (٩) وَإِذَا الْجِبالُ نُسِفَتْ (١٠))
(فَإِذَا النُّجُومُ) أي فذلك الوعد يقع في الوقت الذي (طُمِسَتْ) [٨] أي محيت النجوم وانعدمت بالكلية أو ذهب نورها (وَإِذَا السَّماءُ فُرِجَتْ) [٩] أي شقت من خوف الله تعالى (وَإِذَا الْجِبالُ نُسِفَتْ) [١٠] أي أقلعت من أصولها حتى سويت بالأرض.
__________________
(١) «عذرا» : قرأ روح بضم الذال ، وغيره بسكونها. البدور الزاهرة ، ٣٣٤. «نذرا» : قرأ أبو عمرو وحفص والأخوان وخلف باسكان الذال ، والباقون بضمها. البدور الزاهرة ، ٣٣٤.
(٢) الكائن ، وي : ـ ح.